فاز الزعيم ميشال عون برئاسة الجمهورية اللبنانية أمس الاثنين بعد حصوله على الاكثرية المطلقة من اصوات مجلس النواب بعد عامين ونصف من شغور المنصب وبعد فوضى "الصوت الزائد" التي أجبرت أعضاء البرلمان على إعادة جولة التصويت عدة مرات. وفور إعلان رئيس البرلمان نبيه بري فوز عون، انطلقت المفرقعات في مناطق لبنانية عدة احتفاء بالفوز. وسارت المواكب السيارة التي تحمل صوره والاعلام البرتقالية الخاصة بالتيار الوطني الحر الذي يتزعمه، وبدأت الاحتفالات في مناطق عدة. ووصل عون عند حوالى الساعة الثالثة بعد الظهر في موكب رسمي الى القصر الرئاسي في بعبدا شرق بيروت حيث استقبله الحرس الجمهوري والفرقة الموسيقية التابعة له، وتم اطلاق 21 طلقة مدفعية ترحيبا به. واعرب الوزير المستقل بطرس حرب الذي كان أعلن قبل الجلسة معارضته لانتخاب عون ردا على سؤال لفرانس برس عن امله "في ان نعيد بناء الدولة بعدما هدمناها عامين ونصف". وقال النائب سليمان فرنجية الذي كان مرشحا أيضا للرئاسة الى ان اعلن عشية جلسة الانتخاب انه لن يقف في وجه "التسوية الوطنية"، داعيا مؤيديه الى التصويت بورقة بيضاء، "الانتخابات الرئاسية استحقاق ديمقراطي ونحن نحترم النتيجة ونعترف بالرئيس وسنقوم بواجباتنا تجاهه". وحضر جميع اعضاء مجلس النواب ال127 (من اصل 128 بسبب استقالة احدهم منذ اشهر). وفاز عون بأكثرية 83 صوتا، بينما وجدت 36 ورقة بيضاء، وسبع اوراق ملغاة. وحصل عون على 84 صوتا في الدورة الاولى اي اقل من ثلثي الاصوات، فيما ينص الدستور على ان الفوز من الدورة الاولى يتطلب الحصول على ثلثي الاصوات، بينما يكتفى بالاكثرية المطلقة في الدورات التي تلي. وجرت دورة ثانية لم تحتسب لانه تم العثور في صندوقة الاقتراع على 128 صوتاً بينما يفترض ان يكون العدد 127. وتكرر الامر في دورة ثالثة لم تحتسب. واخيرا، وبعد ادلاء النواب باصواتهم للمرة الرابعة، حصل عون على 83 صوتا. واعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري حصول "ميشال عون ب83 صوتا مقابل 36 ورقة بيضاء، وسبعة اوراق ملغاة وصوت واحد للنائبة ستريدا طوق". وبات عون الرئيس الثالث عشر للبنان، ويكون بذلك حقق حلما مزمنا لأنصاره في هذا البلد الصغير المتعدد الطوائف، بدأ مع انتقاله من قيادة الجيش الى رئاسة حكومة موقتة في نهاية الثمانينات، وصولا الى تزعمه أكبر كتلة نيابية مسيحية منذ العام 2005. وانتشرت في مناطق عديدة من بيروت وخارجها الاعلام البرتقالية الخاصة بالتيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون وبصور الرئيس العتيد وشعارات "عماد الجمهورية" و"أكيد انت الجنرال" و"أنت أو لا احد". وأعد التيار لتجمع ضخم في ساحة الشهداء في وسط العاصمة. في منطقة سن الفيل (شرق بيروت)، تجمع الآلاف داخل وخارج مركز التيار الوطني الحر، وارتدى عدد من الشباب بزات عسكرية، كون عون كان قائدا للجيش، وارتدى آخرون ثيابا برتقالية. في منطقة الجديدة (شمال بيروت)، احتفل المئات بفوز عون وفتحوا زجاجات الشامبانيا في حين اطلقت السيارات العنان لابواقها. وقالت جيزيل تمام (30 عاما) التي تعمل في المحاسبة، "انا سعيدة جدا، بعد 25 عاما حققنا الحلم، لم اكن اتوقع ذلك"، مضيفة "البلد بحاجة الى انماء، عليه ان يهتم بالشباب، فهم يتخرجون من الجامعات ولا يجدون عملا". ولرئيس الجمهورية في لبنان مكانة رمزية بوصفه "رئيس الدولة"، وعلى الرغم من انه لا يتمتع عمليا بصلاحيات إجرائية واسعة، لكنه جزء من السلطة التنفيذية ومن التركيبة الطائفية التي يمثل فيها الطائفة المارونية، اكبر الطوائف المسيحية. ويقدم عون نفسه منذ العام 1988 على انه "الرئيس الاقوى"، مستندا بذلك الى قاعدته الشعبية المسيحية العريضة.