بعد مخاض عسير انتخب البرلمان اللبناني أمس (الإثنين) العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية منهياً بذلك 890 يوماً من الفراغ في كرسي الرئاسة الأولى بلبنان. فوز العماد عون بالرئاسة لم يكن سهل المنال كما كان يتوقع الكثيرون، إذ تمكن خصومه من تجريعه الكأس المرة قبل الفوز، وذلك عبر فرض أربع دورات للتصويت، وإن كانت الدورة الأولى انتهت بعد نيله الثلثين من الأصوات، إذ حصل على 83 صوتاً مقابل 36 ورقة بيضاء وصوت لكل من النائب جيلبرت زوين والفنانة ميريام كلينك وخمسة أصوات ملغاة بعدما كتب عليها عبارة «ثورة الأرز مستمرة في خدمة لبنان»، فإن الدورتين الثانية والثالثة ألغيتا بخطأ تقني مقصود، إذ جاء عدد الأصوات في صندوق الاقتراع بواقع 128 صوتاً، فيما عدد المصوتين هو 127. الدورة الرابعة أجريت عبر وضع الصندوق في صحن البرلمان للمرة الأولى بتاريخ الانتخابات منذ الاستقلال وانتهت بعد فرز الأصوات إلى نيل العماد عون 83 صوتاً مقابل 36 ورقة بيضاء وسبع أوراق لاغية وصوت واحد للنائب ستريدا طوق جعجع ليعلن بعدها الرئيس نبيه بري انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية. الرئيس بري وبعد ختام جلسة الانتخاب افتتح جلسة أداء القسم الدستوري، إذ أدلى بكلمة هنأ فيها الرئيس المنتخب باسمه وباسم النواب، شاكراً مجلس النواب وحكومة الرئيس تمام سلام لما تحملاه خلال الفترة السابقة، غامزاً من قناة الرئيس عون مؤكداً أن الرئيس المنتخب هو أحد أعمدة شرعية هذا المجلس (فالرئيس عون كان يشكك بشرعية مجلس النواب بعد التمديد له). ثم أدى الرئيس ميشال عون القسم الدستوري ليلقي بعد ذلك كلمته الأولى رئيسا للجمهورية، مؤكداً التزامه بالتطبيق الكامل لاتفاق الطائف والتزامه بميثاق الجامعة العربية.