الشهيد مفرح السبيعي تحدثت أسرتا الشهيدين مفرح السبيعي وحسن صهلولي ل"الرياض" عن تفاصيل استشهادهما إثر تعرضهما لإطلاق نار كثيف من قبل مجهولين في الدمام. وقال فالح السبيعي والد الشهيد مفرح في حديثه عن تفاصيل الواقعة التي تعرض لها رجلا الأمن يوم الثلاثاء أن الشهيدين كانا يهمان بعد خروجهما من العمل بالذهاب إلى مطعم لتناول وجبة العشاء قبل الواحدة ليلاً مع زميلهما "الثالث"، إلا أن زميلهما كان متعباً فقرر عدم الذهاب معهما، فأرجعوه إلى شقته التي كانت قريبة من الموقع، وذهبا لوحدهما، وما أن نزلا من السيارة حتى تعرضا لإطلاق نار كثيف من مجهولين ثم هموا بالفرار بسيارتهم، ولقي الشهيدان حتفهما في نفس المكان. المكالمة الأخيرة: فبدموع غالبت فالح بن مسلط السبيعي والد الشهيد مفرح أخذ يروي كيف كانت اللحظات الأخيرة لابنه الذي قدم روحه فداء للوطن، فبدأ حديثه المؤلم والذي كان يتقطع بين فترة وأخرى بفعل الدموع قائلاً: "كان مفرح كثير الكلام عن استهداف الإرهابيين لرجال الأمن، فقد عاش لحظات مع بعض زملائه الذين استشهدوا فلم يكن يبعد عن تلك الحقيقة، فكثيراً ما كان يحذر زملائه من السير في طرقات لا توفر لهم الكثير من الحماية من تلك الضربات المفاجئة، فالشهادة كانت حاضرة بين عينيه لأنه يعلم طبيعة عمله كرجل أمن، إلا أنه برغم ذلك كان محباً لعمله ومتفانيا لخدمة الوطن ولديه القدرة على تقديم كل شيء من أجل خدمة شرف المهنة". ثم يسرد المكالمة الأخيرة بينه وبين ابنه مفرح قبل استشهاده بأربعة أيام حيث تسكن أسرته في مدينة الرياض، فتواصل مع والده وسلم عليه وأخبره بأنه لن يستطيع أن يخرج في إجازة لزيارتهم كما وعدهم مسبقاً نظراً لظروف عمله الذي يحتاجه في هذه الفترة، ثم أقفل الهاتف وكان ذلك التواصل الأخير. وفي يوم الهجوم الارهابي المسلح وبعد أن انتهى "مفرح" وزميليه الآخرين من مناوبته في العمل الرسمي، توجهوا جميعاً قبل الساعة الواحدة ليلاً إلى أحد المطاعم حتى يحصلوا على وجبة عشاء لهم قبل أن يعودوا إلى سكنهم، فقام زميله الثالث بالاستئذان لرغبته بالرجوع إلى بيته باكراً في حين بقي الشهيد مفرح مع الشهيد حسن لأخذ وجبة العشاء وما كادا أن ينزلا من السيارة حتى باغتاهما مسلحون مجهولون أطلقوا النار عليهم من رشاش حتى توفيا على الفور. ويستطرد فالح السبيعي أن مفرح لم يكن له أعداء بل كان طيب السيرة وقريبا من الجميع ويتصف بالصفات الحسنة، وكان قريبا جداً من والدته وإخوته، كما أن وضعه المعيشي جيد ولم يكن يتأخر في أن يجود على إخوته من ماله فكان كثير الهدايا عليهم محباً لأسرته. الأُمنية الأخيرة: ويروي ناجع بن جبار بن مسعود صهلولي أخ الشهيد حسن اللحظات الأخيرة لمكالمة حسن معهم والتي كانت قبل صلاة المغرب في نفس يوم الاستشهاد والتي سلم فيها عليه وأخبره بأنه ينوي أن يخرج في إجازة لمدة شهر حتى يتزوج ويكمل نصف دينه، فطلب والدته واطمئن عليها ثم طلب جميع إخوته وسلم عليهم حتى أقفل الهاتف، وما هي إلا ساعات حتى وصلهم خبر استشهاده فتلقوا ذلك الخبر بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره. وقال ناجع: على الرغم من المصاب الكبير الذي أصاب والدته إلا أن استشهاده خفف عنها ذلك المصاب وهي الأُمنية التي لطالما تمناها "حسن" فكانت له محاولات كثيرة بعد تعينه في أمن المنشآت بأن يرابط في الحد الجنوبي مع الجيش لعله ينال الشهادة إلا أن ذلك لم يتحقق له، حتى كتب الله له نيل الشهادة في المنطقة الشرقية عن عمر لم يتجاوز 23 سنة في هذا العمل الإرهابي. وأشار إلى سعادتهم الغامرة بعد العلامات الحسنة التي بدت عليه أثناء تكفينه وقبل دفنه من إشراق الوجه والابتسامة المرسومة على شفتيه. "الرياض" حاولت الوصول إلى الزميل الثالث للشهيدين للحديث معه عن اللحظات الأخيرة للواقعة، إلا أن قائد قوات المنشآت في المنطقة الشرقية اللواء سعد الغامدي ذكر بأن زميلهما الثالث في حالة نفسية سيئة بعد المصاب الجلل فيصعب الحديث معه في الوقت الحالي، حيث كان رفيق عمل مع الشهيدين وبرفقتهم بشكل دائم ومعروف بصلة القريبة منهما مما جعل وقع الحادث عليه كبيراً. الشهيد حسن صهلول