كثير منا يبدأ اهتمامه بموضوع أو تخصص ما منذ الصغر، ولكن في كثير من الأحيان تقف عدة أمور كالحاجز في طريقنا نحو تعلم كل ما يمكن تعلمه عن الموضوع. منها عدم معرفة المصادر المناسبة، وانعدام التوجيه المناسب في البيت أو المدرسة. عموما، الفرص الموجودة للفتيان والفتيات والشبان والشابات للحصول على المعلومة والوصول للمتخصصين لم تكن موجودة في مجتمعنا قبل 10 سنوات. ولذلك فإنهم يعيشون عصرا "فضيا" للتعلم واكتساب المهارات منذ الصغر. هذه نصائح للطلاب والطالبات للقيام بنشاط بحثي خاص بهم وفي أوقات فراغهم، وفي موضوعات تثير اهتمامهم لا يشترط أن تكون ضمن مناهج الدراسة. والهدف النهائي هو كسب المعلومة والمهارة واكتشاف الذات! اختر موضوعا يثير فضولك. الثقوب السوداء؟ الذكاء الاصطناعي؟ الخلية؟ الاقتصاد؟ الطاقة الشمسية؟ سلوك الإنسان؟ اختر أي موضوع بصرف النظر عن نظرة الآخرين إليه، فلا "فشيلة" مع العلم. واحصر نفسك في موضوع واحد فقط، تعمل عليه على مهلك لمدة شهر أو فصل دراسي! حدد ما الذي يهمك في الموضوع؟ هل تريد أن تعرف ماهية الشيء وكيفية عمله؟ تاريخه؟ فائدته وأمثلة على تطبيقاته؟..إلخ. اختر أسئلة مركزة وصغيرة بإمكانك أن تبحث وتجيب عنها. ابحث عن مصادر موثوقة مناسبة لك. بعض الموضوعات يوجد لها محتوى عربي جيد في النت؛ لذلك ابحث في جوجل، وفي ويكيبيديا. ولكن لا تقبل كل ما تقرأ على أنه حقيقة. بل اسأل من هم أكبر منك ليساعدوك في التأكد من دقة المصدر. وأحيانا، قد تحتاج لزيارة المكتبة العامة (مثلا: مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض)، أو المكتبات التجارية (لكن لا تتسرع في شراء المصادر). وإذا لم تجد مصادر فاسأل معلمك، أو استغل مواقع التواصل الاجتماعي -تحت إشراف الأهل- واسأل المتخصصين (مثلا في الحسابات التي تجمع المعلمين أو المبتعثين أو أعضاء هيئة التدريس). اقرأ -أو شاهد- وفكر ودون ملاحظاتك. فكر فيما تتعلم على مهل وبتدرج يأخذك إلى الأعماق. واكتب تعليقاتك الخاصة، وأسئلة عن الأمور التي لم تفهمها. واعلم أنه في أكثر الأحيان يكون سبب عدم فهمك هو أن من كتب المعلومة أو عرضها لم يبذل جهدا كافيا في إيصالها. ناقش واسأل. ناقش ما تعلمته من زملائك وزميلاتك في المدرسة، أو أهلك في المنزل، واشرحه لهم. واطلب من معلمك المساعدة فيما يخص الأمور التي لم تفهمها. أو حاول أن تسأل وتبحث عن إجابات في النت. قدم محتوى عن موضوعك في: انفوجرافيك، مقال، فيديو، عرض، موقع. كلما نوعت كان أفضل، لأنك في هذه الحالة لا تقدم معلومات فقط، بل تكتسب مهارات في التصميم والبرمجة والتطوير منذ الصغر، وهي مفيدة جدا في مرحلة الدراسة الجامعية والعمل. وفي كل الأحوال، لا تنقل عن المصادر نقلا حرفيا مهما كانت المعلومة مباشرة. بل اكتب وقدم المعلومة بطريقتك كما فهمتها، مع إشارة للمصادر، فهذا ما يساعدك لتطوير أسلوبك ولمساتك الخاصة. اطلب النقد من المتخصصين. اطلب النقد لعملك لكي تحسنه. وفي الوقت نفسه، ابتعد عن المحبطين (الذين يقولون: "اترك عنك هذه الأمور فأنت صغير، وهذا ليس بالوقت المناسب")، أو من يعطيك نقدا عاما لا فائدة محددة منه. بل ابحث عمن ينتقد التفاصيل ليساعدك في تطويرها إلى الأفضل. كرر ما سبق لموضوع جديد.