اهتمت صحيفة شرق الالكترونيه منذ تأسيسها بلقاء المثقفين والسياسيين والمفكرين والعلماء والباحثين وتسليط الضوء على افكارهم وابحاثهم ، لانهم يمثلون ثروة هذه الامه ، وكان لقائنا هذه المره مع الدكتور نايف العصيمي اول باحث في الوطن العربي بل في العالم كله في تخصص " الإدارة التربوية في سور القران الكريم المدنية " نترككم مع اللقاء . 1- دكتور نايف بداية نشكر لك قبول الدعوة واللقاء مع ( صحيفة شرق الالكترونية ) كما وأننا نبارك لك حصولك على درجة الدكتوراه في هذا التخصص النادر وهو ( مهارات الإدارة التربوية في سور القران الكريم المدنية )؟ ج/ حياكم الله وبارك فيكم ، وأنا سعيد جدا بهذا اللقاء وأشكركم على ذلك لإتاحة الفرصة لإلقاء الضوء على موضوع النقاش في ما يخدم العملية التربوية والتعليمية . 2- بطاقتك الشخصية دكتور نايف ؟ ج/ نايف بن محمد بن دحيان العصيمي ، مواليد أواخر عام 1389 بالرياض وبها نشأت وتعلمت متزوج ولدي ستة من الأبناء ذكور وإناث ، وأعمل في سلك التعليم . 3- دكتور نايف حدثنا عن مسيرتك العلمية والعملية ؟ ج/ المسيرة العلمية ، درست المدرسة الابتدائية بالرياض بمدرسة عبدالله بن مسعود بشارع عسير آنذاك . ثم حصلت على المتوسطة و الثانوية العامة في بلدة الحائر القريبة من الرياض عام 1408ه ثم درست البكالوريوس في جامعة الإمام محمد بن سعود كلية أصول الدين – قسم القرآن وعلومه - بالرياض وحصلت عليها في عام 1414ه وعملت في التعليم العام معلما ووكيلا لمدرسة ثم مديرا ، وحصلت على الماجستير من الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 2005م في الإدارة التربوية ثم حصلت على الدكتوراة من الولاياتالمتحدةالأمريكية نهاية عام 2008 في الإدارة التربوية . وأميل إلى الربط العلمي من حيث الاستفادة والتوفيق بين التخصص والميول . 4- دكتور نايف كيف اخترت عنوان رسالة الدكتوراه وهل ساعدك احد على الاختيار ؟ ج/ الحمدلله هذا توفيق من الله عز وجل الذي وفق لاختيار عنوان الرسالة ، وكان عندي رغبة جامحة أن أوفق كما ذكرت وأستفيد من تخصصي الجامعي من حيث ثراء المعلومات وأخرج شيئا يفيد في مجال العمل حيث الإدارة التربوية ، وقررت أن أقدم بحثا في مهارات الإدارة التربوية من القرآن ، ولم يكن لأحد الفضل في ذلك إلا الله وحده ،كما أن عندي خلفية أنه لا يوجد شيئا أو أحد طرق هذا المجال قبل فقررت أن أختار هذا الموضوع وبفضل من الله قبل الموضوع وبحثت فيه . 5- ما هو اسم الكتاب الذي قمت بتأليفه ؟ ج/ اسم الكتاب (الإدارة التربوية في القرآن الكريم ) وهو عبارة عن بحثي المقدم لنيل درجة الدكتوراه وكان عنوان البحث -مهارات الإدارة التربوية في سور القرآن الكريم المدنية . ثم حولته لكتاب مع بعض الإضافات والتعديل بما يناسب القراء . 6- كيف جزمت بأنك الأول على العالم في بحثك هذا ؟ بالواقع ، عندما بحثت في كثير من الدول العربية والإسلامية لم أجد كتابا أو بحثا تطرق للإدارة التربوية من القرآن الكريم ، ومازال التحدي قائم بأن يوجدوا لي بحثا ولو صغيرا في هذا المجال ، ودونكم الجامعات ومراكز البحث ومحركاتها وحتى المتخصصين سلوهم ، ولأكون معكم أدق أريد أحدا أن يثبت لي أنه وجد قبلي أي بحث يتكلم أو يستخرج للإدارة التربوية مهارات من القرآن الكريم ، بل عندما سألت في جامعة القرآن الكريم في السودان عن مثل هذا الموضوع تعجبوا وقالوا كيف يكون هذا ؟!! 7- تقول أنك استخلصت مهارات من آيات القرآن الكريم حدثنا عن ذلك ؟ ج/ كما تعلم أن مهارات الإدارة التربوية المسيرة للعمل الإداري التربوي كلها مأخوذة من النظريات الغربية ، كنظرية الأمريكي ثورندايك (التعلم بالمحاولة والخطأ ) وهي للأسف طبقت على الحيوانات وحولت فائدتها كنظريات تطبق نتائجها على البشر في تعليمهم بل في إدارة أعمالهم ، وكنظرية تايلور في قياس حركة الإنتاج والزمن ونظرية هيرمان ، ونظرية ماسلو في مايسمى (هرم الحاجات الإنسانية .. الدوافع الشخصية ) . وأسوأ من ذلك أيضا نظرية هيجل التي أخذ منها الإلحادي ماركس نظريته لا إله والحياة مادة وتتلخص نظريته في أن نمو الحضارة والارتقاء لا يحصل إلا بظهور الأضداد وتصادمها وهذه تدرس في الفلسفة والتعليم في العالم الإسلامي أي كما أنه لابد أن تبلغ الفضيلة قمتها فلا بد أن تبلغ الرذيلة كذلك ليحدث نمو وتطور وحضارة وحرية وفوائد مستخلصة من كل طرف . ونظرية أوجست كونت في علم الاجتماع كلها مبنية على خليط من الكاثولوكية والاشتراكية والليبرالية ... وهكذا كل النظريات الغربية أخذ منها مهارات الإدارة التربوية ودرست وطبقت في العالم الإسلامي ، ولما كان لدي يقين بأن القرآن فيه التبيان لكل شيء وهداية الناس وصلاح معاشهم ومعادهم درست أجزاء منه بنفس الطرق التقليدية المقررة في علم التفسير وأصوله والأصول وأستنبطت منه واستخلصت ما يمكن أن يحل بل ويتفوق على المهارات الغربية . كل ما عليك وأنت في عملك كمدير تربوي أن تتدبر القرآن وتهتدي بهداياته وتعمل به وكأنه أنزل عليك وهكذا . 8- ما تعني المهارات الإدارية التربوية ؟ ج / الإدارة عملها الرئيسي ووظائفها باختصار في أربع مجالات تقريبا هي (التخطيط والتنظيم والتنفيذ ثم التوجية والتقويم ) وهذه الجالات لا تكون إلا بالمهارات فلا بد لك لكي تخطط من مهارات في التخطيط وهكذا تنظم بمهارات وهكذا .. 9- وهل استخلاصك للمهارات من القرآن جاء محاكاة للمهارات الغربية ؟ لو كان كذلك لكان الغرب أفضل منا في حضارتنا الإسلامية ، ولكن بشهادتهم أننا أفضل منهم بكثير ولا أدل من ذلك في أعمال المستشرقين ، وعملي تفوق عليهم وما درست إلا جزءا واحدا من القرآن الكريم وقد استخلصت منه ما يتجاوز المائة وخمسين مهارة وكلها لا تحاكي المهارات الغربية بل هي أشف وأدق من حيث ملامستها العمل وكونها تحاكي الطبيعة الإنسانية والشخصية المسلمة على وجه التحديد ، بينما كل المهارات المأخوذة من الغرب لم تتجاور الواحد وثلاثين مهارة ، وفي أغلبها تجارب على الحيوانات أو تجارب على البشر البعيدين عن المجالات التربوية أو الإدارية والتعليمية ، ومن ثم أخذت في المجال التربوي التعليمي ، فأنت ترى الخلط حيث تدرس نظرية تايلور وماسلو وأوجست كنت ، وإدوارد دي بونو (القبعات الست ) في علم النفس وفي التوجية والإرشاد وفي التربية وفي الإدارة وفي الفلسفة والمنطق وفي مجالات التفكير والتطوير والتخطيط ... إلى أخر ذلك بل وتدرس في الطب و علوم سلوك الحيوان وما شابهها . 10- أين الجهات الرسمية عن عملك هذا من حيث تبنيه ؟ اسألوا وزير التربية السابق بن عبيد لما لم يعرني اهتماما إلا لحظات إهدائي نسخة من كتابي ثم بعدها تجاهلني . وأبشرك قد سجلت الإهداء الرسمي في رسالة الدكتوراه لسيدي خادم الحرمين الشريفين وأنا بصدد الدخول عليه وإهداءه النسخة التي طبعتها خصيصا له وكذلك سمو ولي عهده الأمين سلمهما الله ورعاهما ، وثمة أمر آخر وهو أنه قد يكون من جانبي قصور في إظهار بحثي هذا حيث لم يتم طباعته بعد ولعل هذا اللقاء يكون بادرة طيبة ليتبنى أحد هذا العمل وينشره .. 11- من من الشخصيات التي ترى أنه مثلا للقيادة والإدارة التربوية ؟ للأمانة الأمير سلمان بن عبدالعزيز ودون تزلف أو مجاملة ، فهو بحق مدرسة أو جامعة تستفيد منه في مجال تخصصك وخاصة في مجالات الإدارة وقد استفدت أنا من مجرد جلوسي في مجلسه المفتوح عدة مرات ، وهذه لكل أحد فلك أن تتخيل الكم الهائل الذي يرد عليه ويقرأه من المعاريض والمعاملات والقضايا هذا في مجلسه المفتوح يوميا للجمهور فقط ، بالمئات والذي يهمني هنا الجانب الإدارة وأصر على كلمة التربوية ذلك الكم من المكاتيب كيف يوجهها ويحللها وينظر فيها ويحيلها ويتأمل ويدرسها وينهيها بل ولا ينساها أي مع حضور ذهني لكثير منها حيث تكررت حيث المتابعة وحيث ألفاظه وتوجيهه بل وملاطفته وتأنيه وحزمه والحق يقال لقد أبهرني كثيرا هذا الرجل أسأل أن يعافيه ويمتعه بالصحة والعافية والتوفيق والسداد . 12- هل مهارات الإدارة التربوية خاصة بسلك التعليم فقط ؟ في رأيي الشخصي ومن خلال تجربتي البحثية ، أن كل المجالات الإدارية لابد لها من مهارات الإدارة التربوية من القرآن الكريم ، وكما يقال وراء كل تربية عظيمة معلم عظيم فأنا أقول وراء كل معلم عظيم إدارة تربوية عظيمة ، وأشدد على إدخال الإدارة التربوية في مجالات الكليات العسكرية . 13- من قال هذه العبارة (وراء كل تربية عظيمة معلم عظيم ) ؟ قائلها الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير التربية والتعليم السابق وبالمناسبة فهو فعلا رجل عظيم وكلمة حق أقولها في هذا الرجل فقد عرفت فيه عن كثب التفاني في خدمة الوطن وحبه لذلك وحرصه الشديد على النهوض بالتعليم والتربية وتطويرهما . 14- من خلال عملك في الإدارة التربوية هل أنت راض عن مخرجات كليات التربية في هذا المجال ؟ للأسف اسمها كليات التربية وتخرج معلمين وكان الأحرى أن يناسب الاسم المخرج فتكون كليات التربية لتخريج المربين ولكن عندنا وللأسف المعلمين كأن التربية أمر ثانوي بالنسبة لهم وهكذا بالنسبة للبعض العاملين في مجالات الإدارة التربوية لا ينتفعون أو لا يتمتعون بهارات عالية في مجالاتهم . 15- كما تعلم دكتور نايف بأن المكتبات العربية تزخر بالكتب التي تتناول الإدارة التربوية في منظور الثقافة الغربية وهي كتب أجنبية مترجمة للغة العربية هل تعتقد إن هذه الكتب والأبحاث تتناسب ومجتمعنا العربي المسلم ؟ ج/ لاشك أن كثير منها مناسب حيث بها تجارب ودراسات وأبحاث نافعة ومنها ما هو دون ذلك ، ولكن لو التفتنا لتراثنا الإسلامي فهو لا يقل عن تلك الكتب بل هو أفضل من حيث القيمة والخصوصية التي تناسب ثقافتنا وهويتنا الإسلامية . 16- دكتور نايف حدثنا بنبذه مختصره عن محتوى الكتاب ؟ ج /الكتاب باختصار جاء العمل فيه على أربعة فصول الفصل الأول وفيه مباحث عن الخلفية الدراسية للبحث والفصل الثاني وفيه الجانب النظري والفصل الثالث وهو الأهم وهو الدراسة وفيه دراسة جزء كامل من سور القرآن المدنية ومن ثم دراسة كل سورة على حدة من حيث التقديم بالحديث عن السورة ومناسبتها ونزولها وآياتها وسبب نزولها وما قيل في ذلك من الآثار ومن ثم أخذ السورة على شكل مقاطع على غرار عمل الأئمة المفسرين كالطبري والقرطبي وابن كثير ونحوهم ومن ثم تفسير الكلمات وتفسير لغوي ثم تحليل الآيات وتفسيرها بشكل عام واستنباط الهدايات التربوي ثم في الأخير المهارات الإدارية التربوية المستخلصة من الآيات ، والفصل الرابع في النتائج والتوصيات والخاتمة ، وقد كان العمل في الفصل الثالث شاقا ومضنيا وقد تم بحمد الله وتوفيقه على وجه طيب أثنى عليه العديد من العلماء وأهل الاختصاص ، وقد استعنت بعد الله بمراجع كثيرة ومن ثلاثة مكتبات مختلفة ففي الإدارة وفي التفسير والشريعة وفي التربية ، وهذا فيه مشقة وفق الله على تجاوزها بنجاح ولله الحمد .. 17- هل سنشاهد هذا الكتاب يدرس في الجامعات والكليات التربوية دكتور نايف ؟ ج/ أرجو ذلك وأتمنى وإن لم يكن كتابي فأي كتاب على منواله ، وقد ذكرت في التوصيات في آخر الكتاب أننا بحاجة ماسة لأن نطلع على الثورة التي يزخر بها القرآن الكريم في مجالات الإدارة والإدارة التربوية على وجه الخصوص ، ولكن الانبهار بالغرب وقلة الوعي بما في أيدينا من القوة العلمية الموجودة في الكتاب والسنة جعلها عند منا البعض ثانوية . 18-دكتور نايف هل تنصح طلاب وطالبات الدراسات العليا في تخصص الإدارة والتربية في تناول القران الكريم في رسالاتهم ومؤلفاتهم ؟ ج/ أنصحهم وبشدة وقد يأتي اليوم الذي نوجد فيه الاكتفاء الذاتي من الأنظمة والأبحاث التربوية والإدارية العربية والإسلامية ونزهد عن ما عند الغرب ، وسنرجع إلى مكان الصدارة الذي كنا نتربع عليه في سالف أزماننا . 19- نكرر الشكر لك دكتور نايف وكلمة أخيرة ؟ وأنا أيضا أكرر شكري لكم ولجميع قراء صحيفة شرق الإلكترونية وأتمنى لكم مزيدا من التقدم ، وإن لي من كلمة فأوصي الجميع بتقوى الله وأشدد الوصية للعاملين في الإدارة التربوية والتربية والتعليم بأن يضاعفوا الجهود ويستشعروا عظم الأمانة ويؤدوها حق تأديتها ، وأسأل الله أن يوفق الجميع لكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .