بوب ديلان لا يزال فوز المغني الأمريكي بوب ديلان بجائزة نوبل الآداب يثير جدلا يتعدى الأوساط الثقافية والأدبية العالمية. تاريخ الرجل تحول إلى حلبة صراع بين مؤيدٍ لفوزه بنوبل هذا العام، بينما ديلان كما يبدو غير مكترث بفوزه الإشكالي. مطربٌ وكاتب أغانٍ شعبية يتقلد أكبر جائزة في تاريخ الأدب. فهل يستحق المغني الأميركي المجازفة بمكانة الجائزة. سؤال يأتي بمثابة بوابة فتح ملفّ سيرة ديلان الفنية ومواقفه الأخلاقية من قضايا كالحرب والسلام دون أن ننسى قضيته الأبرز.. السرقة!. السرقة الأدبية قضية سرقة بوب ديلان للنصوص الأدبية لتوظيفها في أغانيه؛ ليست جديدة. فضائح بالجُملة كشفت عنها الصحافة الأجنبية، مثل الجاردين وديلي بوست. بل ولم تتردد صحيفة انجليز تايمز وصف ديلان بسارق الأعمال الأدبية و المزيف في مقل بعنوان (Is Bob Dylan a Phony?) أي هل (بوب ديلان مزيف؟) ونشر العام 2010. المفارقة أن صحيفة التليغراف نشرت في ذات العام مقالا بدا وكأنه إجابة عن سؤال الديلي بوست، جاء بعنوان (كل شيء حول بوب ديلن مزيف). ناشرةً أجزاء من سرقاته بالحرف: نماذج السرقات الشعرية Dylan: "Go 'way from my window Leave at your own chosen speed." ابتعد عن نافذتي ارحل بالسرعة التي تختارها في ألبومه ("It Ain't Me Babe" (1964) ) والمصدر : "Go away from my window Go away from my door." ابتعد من نافذتي ابتعد من بابي -لجون جاكوب نيلس 1958 في ديوانه "Go 'Way From My Window" (1958) ويقول ديلن : "A phrase in connection first with she I heard That love is just a four-letter word. " في البومه —"Love Is Just a Four-Letter Word" (1967) سارقا عنوان ألبومه والجملة الرئيسية (الحب مجرد كلمة من أربعة حروف) من بول نيومن حيث يقول "You don't know what love is. To you it's just another four-letter word." (1985). أما في العام 2001 سرق ديلان عبارة "My old man, he's like some feudal lord." في ألبومه —"Floater" (2001) من الشاعر جونجي ساكا My old man would sit there like a feudal lord والتي نشرت في ديوان , Confessions of a Yakuza (1991) هذه عينة عشوائية من سرقات بوب ديلان الذي انتحل اسم الشاعر الويلزي ديلن توماس بدل اسم ديلان الحقيقي وهو روبرت زيميرمان. الغناء ليس شعرا يقول سايمون آرمي تج، أحد أكثر الشعراء الإنجليزيين معاصرة وشهرة: "كتَّاب الأغاني ليسوا شعراء أو الأغاني ليست شعرا". (الجاردين 2008). ويرى آرمي تاج، عندما تعرى كلمات الأغاني من الموسيقى يتضح ضعف القوافي وابتذال الجمل. وعليه يمكن النظر لمقطوعات ديلان المطعمة بالمسروق الشعري ومتأثرة به كما تتأثر المجلات الهزلية (سوبرمان) (بات مان) أو ألعاب الفيديو بروايات شهيرة مثل (دون كي شوت) إلا أن هذه الألعاب والمجلات الهزلية ليست أدبا إنها نمط آخر متأثر بالأدب. طاغور أولاً يحلو للبعض الانتصار لفوز بوب ديلان بوصفه الموسيقي الأول الذي يفوز بجائزة نوبل الآداب عن شعره المغنى. وهذا غير دقيق، فالفيلسوف والروائي طاغور لم يكن فقط أول كاتب أغاني يفوز بنوبل (1913) بل كان أول من يفوز بالجائزة من خارج أوربا وذلك امتياز أكبر من هذا الامتياز وقد فاز طاغور بسبب إسهاماته الشعرية في غنائه الفلسفي الذي يتجاوز ال (2000) مقطوعة. تمجيد الحرب خلافا لعازف الساكسفون، المغني والروائي الإسرائيلي "جيلاد أتزمون " صاحب رواية "حبي الواحد والوحيد" والذي يعيش في منفاه بسبب كتاباته المناهضة لاستغلال عاطفة المحرقة في الجاسوسية واغتصاب أراضي وحقوق الآخرين؛ يغني بوب ديلان (الهافا ناجيلا) وهي أغنية الفرح الإسرائيلي احتفالا بوعد بلفور واحتلال الأراضي الفلسطينية. بل ويغني أيضا (جيران متنمرون) التي يدافع فيها عن الوجود الإسرائيلي ويبرر حربه على لبنان. تسييس محتمل سؤال الأسئلة يتولد بعد مراجعة تاريخ الرجل. جائزة تحوي بين فروعها، فرعا للسلام، جائزة نوبل التي تمثل الحدث الأهم سنويا، كيف اعطيت لديلان. هل تسييس الجائزة مجددا هو السبب؟. على كل حال لا تزال النعوت التي وجهت ضد ديلان طازجة في الصحافة الغربية: "مزيف من الدرجة الأولى" و"سارق" و"مساند للحرب والاحتلال الإسرائيلي لأراضي الفلسطينيين وبالتالي القول بأن ديلان يستحق نوبل هي شبهة تضاف لذلك اللبس المحيط دوما بجائزة الأكاديمية السويدية. قتل الأدب لعل أبلغ ما يمكن أن نختم به، ذلك التعليق الذي قالته الناقدة والبروفسورة الأمريكية فيونا سمبسون عقب سماعها خبر فوز ديلان بالجائزة، لتعلن: "هذا قتل للأدب بشكل عام وللأدب الأمريكي المعاصر بشكل خاص". لتضيف: " فوز ديلان موت للأدب وانتصار للسوق". لذا لا نستغرب أن تنشر جريدة نيويورك تايمز مقالا في 13 أكتوبر الجاري، تحت بعنوان " لماذا لا يجب أن يحصل بوب ديلان على حائزة نوبل". طاغور