قبيل الهدنة التي أعلنت الأممالمتحدة عنها ودخولها حيّز التنفيذ بساعات، صعدت ميلشيات الحوثي وصالح من هجماتها على مواقع القوات الشرعية في مناطق مختلفة فيما سيطرت القوات الشرعية على مواقع جديدة في معقل المتمردين بصعدة. وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش الوطني مسنودا بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف يسيطر على منطقة خليقا ونقطة العواضي التي تربط صعدة والجوف والبقع، ووفقا للمصادر فان السيطرة على مثلث العواضي سوف يسهل من التحام القوات الشرعية في الجوف مع القوات الأخرى التي تتوغل في صعدة. وقتل خمسة اشخاص على الاقل في معارك عنيفة تدور على جبهات عدة أمس في اليمن، قبل ساعات من سريان هدنة لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد اعلنتها الاممالمتحدة، بحسب مصادر عسكرية، كما لقي مدني مصرعه برصاص مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح في مدينة تعز مساء أمس الأول وذكر شهود عيان بأن قناصا حوثيا أطلق النار، بشكل مباشر على رفعت الشرعبي، أثناء مروره بالشارع العام في حي الدعوة شرقي المدينة، ليسقط قتيلاً على الفور. وتركزت المواجهات بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في شمال البلاد، لاسيما قرب الحدود مع المملكة وفي المناطق القريبة من صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ سبتمبر 2014. وقالت المصادر العسكرية ان طيران التحالف استهدف مواقع عسكرية تابعة للمتمردين في صنعاء، وقصف تعزيزات عسكرية تضم دبابات واسلحة ثقيلة، كانت في طريقها من مركز محافظة صعدة - معقل المتمردين الحوثيين - باتجاه منفذ البقع الحدودي مع السعودية، والذي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليه الاسبوع الماضي. كما شن التحالف ثلاث غارات على تعزيزات للمتمردين كانت في طريقها منذ معسكر العمالقة في محافظة عمران (شمال) نحو البقع. الصحة العالمية: الكوليرا ونقص المياه يهددان المدنيين في اليمن وعلى الساحل الغربي لليمن على البحر الاحمر، شنت القوات الحكومية بدعم من التحالف، عمليات لصد محاولات المتمردين التقدم باتجاه مدينة ميدي التابعة لمحافظة حجة، قرب الحدود السعودية. وادت هذه المعارك الى مقتل اثنين على الاقل واصابة 15 من القوات الحكومية، بحسب ما افادت المصادر العسكرية. وفي مديرية صرواح بمحافظة مأرب شرق صنعاء، تصدى الدفاع الجوي التابع للتحالف لصاروخين اطلقهما المتمردون فجر أمس باتجاه مواقع تابعة للقوات الحكومية، بحسب ما افاد ضابط موال. وفي جنوب غرب البلاد، سقطت ثماني قذائف صباحا على احياء سكنية في تعز، ثالث كبرى مدن اليمن، والتي يحاصرها المتمردون منذ اشهر طويلة، بحسب شهود ومصادر عسكرية. واتى ذلك غداة مقتل عنصر من القوات الحكومية وعنصرين من المتمردين في معارك بمحيط المدينة، وتأتي هذه التطورات في وقت يرتقب ان يبدأ سريان هدنة لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد اعلنتها الاممالمتحدة مطلع هذا الاسبوع. وتأمل المنظمة ودول كبرى كالولاياتالمتحدة وبريطانيا، ان تساهم التهدئة في تمهيد الارضية لاستئناف المباحثات بين الحكومة والمتمردين، والتي انتهت جولتها الاخيرة من دون خرق يذكر. وأكد كيري أن "الولاياتالمتحدة الى جانب المجتمع الدولي، مستعدة للمساعدة وسنواصل العمل مع جميع الاطراف للتوصل الى تسوية تستند الى مفاوضات لوضع حد دائم للنزاع". الكوليرا.. تهديد جديد من جانب أخر، قالت منظمة الصحة العالمية إن وباء الكوليرا ينتشر بشكل كبير بين اليمنيين، وإنه في حال لم يتصدى له سريعاً، فمن المحتمل أن ترتفع الحالات مع ظهور أكثر من 76 ألف حالة إضافية في 15 محافظة يمنية. وأوضحت المنظمة في بيان لها أنها قد سجلت حتى الآن 340 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في اليمن، منها 18 حالة مؤكدة في محافظات تعز والحديدة وصنعاء والبيضاء وعدن ولحج. وبحسب المنظمة فإنه أكثر من 7.6 مليون شخص يعيشون في مناطق متأثرة بمرض الكوليرا/الإسهال المائي الحاد، كما أن أكثر من ثلاثة ملايين نازح معرضون تعرضاً خاصاً لخطر الإصابة بالكوليرا. وأضافت "تفاقمت الظروف الصحية لهؤلاء السكان نتيجة لنقص الغذاء وازدياد حالات سوء التغذية وانعدام فرص الحصول على خدمات صحية ملائمة". وقالت المنظمة إن استمرار الصراع في اليمن أدى إلى عدم تمكن حوالي ثلثي السكان من الحصول على المياه النظيفة وخدمات الإصحاح البيئي، خصوصاً في المدن، ما أدى إلى ازدياد خطر الإصابة بالكوليرا.