الشعوب جميعاً تحتفل سنوياً بذكرى استقلال بلادها، ولكن بفضل الله في بلاد الحرمين لم يتواجد فيها استعمار حتى نحتفل بذكرى استقلال بل هناك توحيد لهذه البقاع الشاسعة على يد المؤسس غفر الله له، إن توحيد مساحة تزيد عن مليونين كليو متر مربع توجد بها ثقافات وقبائل مختلف تحت راية واحدة وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله بالأمر شبه المستحيل، ولكن بفضل الله وعزيمة قائد ملهم ومن عائلة مالكة منذ الدولة السعودية الأولى، تحقق الحلم والتم الشمل وتم العدل وعم الأمن وازدهرت الحياة المدنية وعمت النهضة الاقتصادية والقوة العسكرية، إنه من دواعي فرح كل محب لأطهر بقاع الأرض استذكار إنجازات هذا الوطن الغالي في المناسبة المهمة "اليوم الوطني السعودي ال86". ما ميز قيادتنا الحكيمة هو تحكيم الشريعة الإسلامية وتطبيق العدل الرباني، وذلك منذ أن أسست على يد المغفور له الملك عبدالعزيز حيث قال: "فإذا أصلحنا المحاكم هانت الأمور واستقامت الأحوال"، وخلفه في ذلك أبناؤه البررة، وقد قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان: "سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم، الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها ولن نحيد عنه أبداً، فدستورنا هو كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم". يعلم العاقل حجم التحديات والصعوبات التي واجهت القيادة في سبيل تمسكها بقيم الدين الحنيف وتطبيق أحكامه، ولكن بفضل الله تأتي التأكيدات من ملوك هذا الوطن بالاستمرار والمحافظة على قيم وتعاليم المؤسس المستمدة من الشريعة الإسلامية، فإحقاق الحق وإقامة العدل يمثل الامتداد لما قامت عليه هذه البلاد، وقد شهد القضاء والقانون تطورات متتالية في جميع النواحي وعلى كل المستويات مع المحافظة على ثوابتها من القرآن والسنة. وقد دأبت القيادة من قبل إعلان اسم المملكة العربية السعودية وفي أثناء عملية توحيدها بالاهتمام بالعدل والقضاء لحفظ الضرورات الخمس وتمحور ذلك في قرار الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في عام 1344ه حين أصدر إعلان التشكيلات المؤقتة لرئاسة القضاء وتلاها تطورات وقرارات جميعها تصب في نصرة المظلوم وردع الظالم وإقامة العدل، ولعل هذا الاهتمام استمر ومستمر، بفضل الله ووصية المؤسس لأبنائه الملوك، حيث شاهد الجميع التطور في المجالين القضائي والقانوني. هناك سلسلة واضحة من التطورات في المجالات القضائية والقانونية للمتابع، أتت متصلة ومستمرة على جميع فترات الملوك السعوديين وتستمر حتى اليوم في ضل حكم خادم الحرمين الشرفيين الملك سلمان -حفظه الله- منها على سبيل المثال لا الحصر جعل القضاء السعودي كيان مستقل لا يخضع لأي سلطة، تطوير وإنشاء المحاكم في أرجاء هذا الوطن الغالي، إدخال المحاكم المتخصصة وديوان المظالم لتسهيل أمور المسلمين، تأسيس وبناء بيئة لمهنة المحاماة وجعلها ثقافة، كل هذه التطورات السريعة حدثت في 86 عاماً وجعلتنا في مقدمة الدول في المجال القضائي والقانوني.