يقول أرسطو"الدهشة هي التي دفعت الناس لأن يتفلسفوا".. كتبت ذات مرة لأني مررت بدهشة عامرة بالجمال، وتسابقت مشاعري قبل عقلي لتَسعد بمن حولها، تأكدت أني امرأة منسجمة مع فوضاي وجنوني، وساعة حائطي لا تتوقف عند آخر موعد، أحاول فك رموز الحياة، أغامر وانجح، أتعثر وأواصل سيري، ونفسي تتوعدني بألف مغامرة جميلة في عمر الحياة، الأفق البعيد هو حلمي الذي أرغب بالوصول له، لا يزال لدي حكايات، وكل يوم أعيش قصة، حياتي مليئة، ولا أطيق الفراغ العقلي والروحي، لذلك أرتب نفسي وأدللها فتلبس روح فراشة تغذ السير عبر طرقات الحياة بألوانها الجذابة وحركتها الدؤوب، غالباً ما يربطني شعاع ناعم مع البشر، وأقف عند أرواحهم لأبعث لهم سلاما وحبا مع كل هبة نسيم وإشراق شمس، لم أكن يوماً خائنة للود أو الأصدقاء، ولكن قد تتغلب طبيعتنا البشرية فينا علينا، فنعيش داخل فيض من الإحساس وتأمل تفاصيل تلك الوجوه والأصوات، والزمن مستمر ينسحب بسرعة ويسحب معه أناسا أحببتهم تحت ترابه، البعض لا يستوعب معنى أن يكون الإنسان مرهف المشاعر ولا يستطيع أن يتعايش مع قسوة الحياة، والبعض لا يفرق بين "الرغبة" في شيء "وحب" الشيء، لذلك يحصل سوء الفهم، لدي يقين أن الزمن يرتب المستحيلات ويجعلها ممكنة، لذلك لا أحب الاستعجال في كثير من الأمور في الحياة، وقناعاتي وتصرفاتي العفوية أحياناً هي التي تجعلني نابضة بالحياة وبالحب، وكلما تذكرت صوت أبي أتذكر الريح حينما تتوغل فجراً بين أشجار النخيل، ف أتخيلني كغيمة رمادية املأ الجنائن وأغطي الشرفات ووجه أحبابي يظلل أحزاني ويحتوي كسوري ويحفظ لمعة ذكية في عيني، أحب قراءة عيون الناس، ولكني أحب التأمل في السماء أكثر أرفع رأسي للسماء أرى سماء بلا ملامح، أرغب أن أشكل لها ملامح جميلة لأفرغ فيها كل هشاشتي وأحاسيسي العميقة المندفنة في أجمل الزوايا في روحي، وأقوى ما يسعدني في الحياة هي تفاصيلي الصغيرة التي تمنحني شيئا من التلاشي والراحة والأمان، إلا أن موعدي مع السعادة لم يكن موعداً يرتبط بالماديات ولكنه حالة عقلية تنقلني من وضع إلى وضع وهي محفز داخلي ينطلق من عمق الذات كقذيفة سريعة تغتال كل حزن مختبئ، وهناك من يجد في فوضاي وعفويتي صدقاً مخبأً نابتاً كحبة القمح، لأني نبيهة لكل تفاصيل الحياة التي لا يلاحظها المتذمرون، ولكن أجمل الحظوظ هو عندما أسكن روح وعيون الآخر، يربطني خيط ناعم بمن حولي ولكنه يتحول إلى حبل غليظ يلتف بي عندما ينعدم "الاحترام".. واليوم أقف عند غروب الشمس وابعث معها أمنية مثل العشاق؛ أن احتفظ بلمعة عينيّ وسخاء روحي في هذه الدنيا القلقة.. وكل عام وأنتم بخير. [email protected] 385