هدوء.. السماء صافية.. البحر بأمواجه الناعسة اراه ساكنا ينتظر صوتك لكي يتهادى اليه مع كل نسمة.. وانت تقول: * الحياة جميلة بالرغم من قسوتها. وهل تعتقد ان الحياة كانت قاسية على احد كما فعلت بنا. لذلك انا اهنئ الحياة الان على مأساتنا.. فلقد سقتنا باكوابها المغبرة جرعات من الاسى تصلح لان تكون رواية تنم عن خيباتنا الحلوة. اجل.. خيباتنا الحلوة.. لاننا عشناها معا، فما اجملها من خيبة! وما اتعس من لم يعش ما عشناه من الم، لان له طعم اللذة. في الماضي.. كنت اعتقد انني لو حاولت ان اكتب عن الحب فانني اكون قد خرجت عن قانون الادب والاخلاق.. فقد علموني منذ الصغر ان عالم المرأة غير عالم الرجل، وان مجرد اللقاء.. خروج عن المألوف، غير اني حين التقيتك نسيت كل ما تعلمته، وشدني حبك بلا رحمة، وجعلني ارى الاشياء بعين جديدة، ونكهة عذبة مغلفة بطوق من الياسمين والطهر والعفاف.. وتغيرت دنيانا كأنما ولدنا من جديد واصبح للحب طعم البراءة والطفولة وطعم السكين ايضا.. لقد جرحني الحب، وآلمني، لكني وجدت المه اعذب ما في الوجود، وعشت ايامي على نغمات حبك، وآلام حبك. وحين تمنيت الخلاص كان وقع الفراق اقسى، وطعمه امر.. ايها الشقي.. مؤلم حبك، مؤلم فراقك، مؤلم ان افكر فيك، مؤلم ان انساك، مؤلم ان اراك.. مؤلم غيابك.. وما بين الالم والالم تمضي ايامي رمادا على جمر حبك! ايها المكتوب على صفحات حزني وفرحي.. دعني انس.. انس.. ولكن.. كيف انسى نبض روحي، وجنون نبضك وانت تطبع على صفحات عمري تلك الهمسة الدافئة، وتسأل: هل تحبينني؟ نظرت حولي فلم اجد سواي جالسة اكتب على منضدتي المكتظة بأوراق بيضاء، ومسودات لذكريات كانت بيننا.. ومحبرة طالما ارتشف منها قلمي لكي يكتب لعينيك المسروقتين من عالمي. وكان وقع سؤالك علي مثل حد المقصلة على رقبة انسان بريء لا يدري ما تهمته؟! وبكل حزن السنين التي عششت في جوانحي رددت عليك بسؤال آخر: لماذا اطلت الغياب؟ ولكن خذلتني روحك ولم ترد! وفجأة نظرت الى الاوراق فوجدت صورتك وقد ارتسمت عليها.. وحينها فرحت.. ثم حزنت.. فرحت لانك اجمل من ان تصفك صورة. وحزنت لانني لا استطيع ان ابقي صورتك معي سوى اللحظات. الملم الاوراق وبقايا الذكريات من حولي واهمس بكل اللهفة: لا تذهب! كلمة احاول ان ابدد بها الصمت من حولي واعبر بها الى عالم النسيان. دونك.. انا اتعذب.. طعم العذاب دونك له طعم العذاب معك، الان اقول لك: احبك، فلم تستلذ بتعذيبي؟ يا مجنون.. اما آن لك ان تعقل. ان تفكر ولو للحظة بمن اعياه السهر بحبك. السهر الذي جعلت منه نافذة احاول منها الوصول اليك دون سائر البشر.. ولكني في كل مرة اعود بالخيبة والفشل! لا ادري من الذي قتل حبنا. انت بهروبك. ام انا بغيرتي؟ الكلمات تائهة مني.. مبعثرة مثل روحي وعبثا. احاول الان وبكل الشوق ان الملمها واصنع منها جسرا يصل بيني وبينك. قدرك ان تكون حبي الوحيد، وقدري ان اكون عالمك المنسي. ولكن لماذا كل هذا؟ وكيف تصادف والتقى الحب بالنسيان على طريق الامل؟! عرفتك على امل ان تحبني فنسيتني.. فكيف سمحت لهذه الهوة بيننا ان تكبر وتصبح حاجزا من الضياع يفصل بيني وبينك؟! ولماذا ترفض ان تضم يدك الى يدي لنصنع معا جسرا نعبر به تلك الهوة؟ كيف جعلت الحلم يهرب من بين يدينا؟ كيف طاوعك قلبك لتترك ازهار عمري شاحبة بلا لون ولا عبير؟ وكيف استطعت ان تجعل العالم مهووسا لا ينطلق الا باسمك؟! كنت دائما اهنئ الذين يتغلبون على احزانهم.. والان لا اجد من يهنئني على حزني.. وما بين الحزن والحزن اتنقل مثل عقرب الثواني الذي كتب عليه ان يقضي حياته مشردا ما بين ثانية واخرى! هوناده احمد كنعان طالبة جامعية