جفا النوم جفني بعد فقدك يا أبي وما طاب مأكولي ولا ساغ مشربي وما آنستني منذ فقدك جلسةٌ ولا لانَ من بين المراكب مركبي أبي قبل أن أرثيك أرثي سعادتي فما عدت أهوى كل شيء محبب بكى القلب قبل العين وانهلَّ دمعه وبلل غير الخد أوراق مكتبي جيوش من الأحزان كنت هزمتها ففاجأني جيش كجيش المهلبِ ويا حزنُ واعبث في الحنايا كما ترى وكن حاضرا في بؤرة القلب واتعبِ إلهي إليك المشتكى من حياتنا ولطفا بنا من شأنها المُتقلِّبِ ولسنا نلوم الدهر في حدثانه فليس لنا مما قضى أيُّ مهربِ إلهي إذا آتيت يَمِّنْ كتابَه وحقق إلهي كل قصدٍ ومطلبِ إلهي وبَدِّل ظلمة القبر خضرة بروضٍ من الأزهار والكرم معشبِ لقد كان بدرا نستنيرُ بنوره فغاب فظلْنا في قتام وغيهبِ هو الرجلُ العفُّ الذي تعرفونه محبا لكل الناس لم يك يجتبي تزيَّا أبونا بالوقار عمامةً وبالزهد ثوبا من عبير وزَرْنَبِ لقد عاش لم ينطق بفحشٍ لسانُه وليس لِمَا يبديه بالمتعصب وقد عاش لم يوصد عن الضيف بابَه بغير الندى كف الندى لم تخضبِ رأيت الخصال البيض فيه تجمعت وليست أحاديثي رواية معجبِ كبرت وشيب الرأس زاد اشتعاله ولكنني في عين رأفته صَبِي رفيق بنا يشقى لنرقى إلى العلا وكان يُنَِّزينا على كل منكبِ وكم أتعب الرِّجْلين في الأرض كادحا لنا بين شرقٍ للبلاد ومغربِ وخير عزاء في أبٍ عند فقده بأنْ كلُّ شمسٍ منتهاها لمغربِ جزى اللهُ خيرا كلَّ أُمٍ ووالدٍ على عرقٍ من أجلنا مُتصببِ إلهي وارحم كل من مات مسلما ألا واسقهم يارب من مشرب النبي