حقق الأهلي بطولتين الموسم الماضي تحت قيادة السويسري غروس، أعاده الداهية الأصلع للفوز بلقب الدوري السعودي بعد غياب زاد على ثلاثة عقود، فضلا عن كأس خام الحرمين الشريفين، أحرز الأهلي البطولتين مقرونة بمستويات فنية لافتة ووسط منافسة شرسة. لكن الفريق المبهر الذي كان مثار حديث كل الرياضيين في السعودية والوطن العربي لم يتحقق له الاستقرار بعد ذلك، لا على الصعيد الفني بعدم التجديد للمدرب بالتوجه للتعاقد مع مدرب التعاون البرتغالي جوزيه غوميز متوليا مهمة إعداد الفريق للموسم الجديد وقيادته له في الجولات الماضية، ولا حتى على صعيد إدارة النادي باستقالة الرئيس مساعد الزويهري نهاية أغسطس الماضي وبعد انطلاق منافسات الموسم. لم تشفع الانتصارات الأهلاوية التاريخية والعودة لواجهة الدوري في استقرار الأوضاع، حتى الرئيس الذي ارتبط اسمه بالفرح وسيظل في تاريخ الأهلي لم يكمل فترته الرئاسية لأربعة أعوام فاز بها بالتزكية في جمعية غير عادية ليغادر بعد موسم واحد فقط،. حتى مغادرته لم تكن في وقت مناسب يتيح لخلفه فرصة العمل والإعداد للموسم الجديد، بل غادر وسط الموسم فربما تكون للإدارة الجديدة بقيادة العائد أحمد المرزوقي رؤى تعيد هيكلة الأجهزة الإدارية والفنية مجتمعة في طريق إعادة الاستقرار لفريق بطل ما كان له أن يفقد هدوءه وتركيزه في أجواء مثالية للغاية. الأندية السعودية تجد صعوبة بالغة في اختيار المدربين، ثم في التعاقد معهم، معظمهم يغادرون البلاد بعد أسابيع أو أشهر، لا يمنحون الفرصة الكافية، ومن ينجح في تحقيق الطموحات مثل كارينو في النصر والجبال في الفتح والقادري في الخليج وغروس في الأهلي تفاجأت الجماهير بعدم استمرارهم، وحين يعودون بعد الاعتراف بالخطأ تكون عقود كثير منهم الجديدة مضاعفة مرهقة لخزائنهم المديونة. عودة السويسري مهمة للغاية خصوصا وأن أمورا إيجابية حدثت وتحدث في جنبات الفريق بعد حسم ملفات المهاجم سلمان المؤشر ولاعب الوسط وليد باخشوين والتعاقد مع المهاجم علي عواجي قادما من الوحدة؛ الأخبار تشير لتجديد عقد المهاجم مهند عسيري ثلاثة اعوام وهي خطوات ستساعد الجهاز الفني العائد على اختصار الزمن، وتجديد روح الأهلاويين، بإعادة ترتيب الأوراق نحو المحافظة على لقب "دوري جميل" فمايزال المشوار طويلا، والمنافسة مستمرة ويظل الأهلي مرشحا محتملا لتكرار إنجاز رسم بسمة انتظرتها جماهير الأهلي وساهمت في في حصولها بطريقة مبهرة.