طالبت دراسة حديثة بإعادة تنظيم أعمال المنتجين والمصنعين للألبان إلى مستوى يمكنهم أن يصبحوا قادرين على المنافسة في سوق الألبان بالمملكة، إذ أن عملياتهم مجزية للغاية وتفتقر للإنتاج التجاري واسع النطاق، ولذلك تعد إعادة تنظيم طرق إنتاج الحليب وجمعه وتصنيعه وتسويقه أمراً ضرورياً، ولأن صغار المنتجين يفتقرون إلى إنتاج كميات كبيرة يمكن تصنيعها في المصانع الخاصة بهم، فمن الضروري أن يركزوا بشكل أساسي على إنتاج الحليب الخام وليس تصنيعه. وقالت الدراسة التي أعدتها شركة ذا فريزيان ديري ديفلوبمنت كومباني بهولندا لمصلحة صندوق التنمية الزراعي عام 2015 بعنوان "أوضاع صغار منتجي ومصنعي منتجات الألبان بالمملكة" إنه يجب أن يتم جمع إنتاجهم من الحليب وتصنيعه وتسويقه بصورة جماعية، وبالتالي يجب إعادة تنظيم صغار المصنعين عبر إغلاق مصانع مزارع الألبان الصغيرة، كما يجب أن تقوم مؤسسة تصنيع واحدة بتصنيع إنتاجهم من الحليب ربما تكون قائمة أو واحد أو أكثر من المنتجين الأربعة الكبار، ويجب أيضاً تنظيم تسويق وتوزيع إنتاجهم من خلال مشروع مشترك أو مع شريك من ذوي الخبرة. وطالبت الدراسة صغار المزارعين بخفض سعر تكلفة الحليب الخام، وهو أمر يمكن تحقيقه عبر تحسين إنتاج الحليب من خلال إعادة التأهيل الفني للمزارع والتدريب، ولضمان تنفيذ ذلك بنجاح، يجب إشراك خبراء مؤهلين من ذوي الخبرة، أما على المدى الطويل، فيمكن التعاون مع كافة أصحاب المصلحة بإعداد خطة إعادة هيكلة لقطاع إنتاج الألبان، وهي خطة مدتها خمس سنوات تهدف إلى إعادة تنظيم وتحديث شركات إنتاج الألبان الصغيرة لتصبح شركات تتبع قواعد اقتصاد السوق، ويعتبر تأسيس مركز دعم منتجات الألبان أحد العوامل المهمة في الخطة. وأكدت الدراسة أن إعداد الحلول للتوصيات على المدى القصير والطويل، فعلى المدى القصير، يجب أن يكون التركيز منصباً على وضع نموذج عادل لتسعير الحليب الخام، ويتطلب وضع هذا النموذج مشاركة أصحاب المصلحة ذوي الصلة، ويجب إزالة السقف السعري للتعويض عن ارتفاع تكاليف صناعة منتجات الألبان، وأن تكون طريقة عمل نظام التسويق الحر هي السائدة. وبلغ الإنتاج السنوي من حليب منتجات الألبان في عام 2015م في المملكة 2٫36 مليار لتر، أي بقيمة 12٫2 مليار ريال مقيمة بسعر المستهلك، وقد أظهر إنتاج الحليب الخام نمواً يتراوح بين 5٪ - 7٪ خلال السنوات الأربع الأخيرة، واجمالاً شملت هذه الدراسة 17 منتجاً للحليب الخام، من ضمنهم أربع مؤسسات كبيرة لإنتاج الألبان "يطلق عليها الأربعة الكبار" وبلغ متوسط إنتاج البقرة الواحدة من الحليب 34 لتراً على مستوى المملكة، وهو من بين أعلى المعدلات في العالم، ويعود الفضل في هذا الأداء المرتفع بشكل رئيسي إلى مستوى الإنتاج لدى كبار منتجي الألبان، فهم ينتجون 93٪ من إجمالي حجم الحليب، ومقارنة مع كبار منتجي الألبان، وصل صغار منتجي الألبان إلى مستوى إنتاج البقرة الواحدة إلى نحو نصف هذه الكمية من الحليب، وبعبارة أخرى، يحتاج صغار منتجي الألبان ضعف عدد الأبقار الحلوب للوصول إلى نفس مستوى الإنتاج عند كبار منتجي الألبان، وهذا غير فعال للغاية. وعلى الرغم من أن صغار منتجي الألبان يشكلون غالبية المنتجين البالغ عددهم 17 منتجاً، إلا أنه بالمقارنة مع الأربعة الكبار فإنهم ينتجون من نسبته 7٪ فقط من إجمالي حجم الحليب.