بعد مضي أربع جولات من "دوري جميل"، زاحم الاتفاق فرق الصدارة بتسع نقاط متساوياً مع الهلال ولا يفصله عن الاتحاد المتصدر إلا نقطة واحدة، وكان "فارس الدهناء" قد بدأ الموسم الرياضي بخسارة غير مستحقة أمام الأهلي حامل اللقب، ولكنه مالبث ان سجل ثلاثة انتصارات متتالية ومستحقة أمام النصر والهلال والباطن، وهذا نتاج الإعداد الجيد للفريق الذي يتضح عليه الانسجام والتلاحم والتميز عناصرياً خصوصاً العنصر الأجنبي الذي تم اختيارة بعناية فائقة كي يصنع الفارق. هذا على الجانب الفني أما على الجانب الإداري فمنذ تنصيب هذه الادارة والعمل الاداري المنظم ظاهر للعيان من خلال تصريحات الرئيس الذي عندما يسأل عن أي موضوع يحيل الاجابة للشخص المختص مما أعطى صورة واضحة عن دقة التنظيم الإداري في النادي وعن توزيع المهام والمسؤوليات، ولعل النتائج الإدارية المميزة تنصف هذه الادارة التي استطاعت تفعيل الجانب التسويقي بشكل مميز لينجذب عدداً من الرعاة لرعاية النادي منذ كان في الدرجة الأولى وتضاعف عدد الرعاة بعد تأهل النادي ل"دوري جميل" وهذا يعكس استمرارية في العمل وتميزاً في الخدمة. وعلى الصعيد الجماهيري لم تكتفِ الإدارة بإعادة المشجع الاتفاقي للمدرج بل زادت من نشاطها وتميزها بتفعيل البطاقة العضوية بشكل ناجح وجذاب لتشكل مورداً مالياً مهماً للنادي. ماسبق هو فقط استعراض لنجاحات الاتفاق على الصعيد الإداري والذي نتج عنه تميز تنظيمي وتسويقي وفني، أما الأسطر المقبلة فستكشف بعض أسرار نجاح إدارته في عملها إذ اطّلعت شخصياً على جزء منها وأنقلها في هذا المقال لعلها تكون دافعاً لغيرهم من الاندية ليقتدوا بهم. ففي لندن يقام منتدى سنوي عن القادة في الإدارة والتسويق الرياضي ويتم في المؤتمر استعراض تجارب ناجحة لشركات وأندية عالمية، والمميز ان ادارة الاتفاق ارسلت وفداً لحضور المنتدى هذا العام والعام الذي قبله، ويحكي لي أحد أعضاء الوفد الاتفاقي الذين حضروا بأنهم استفادوا كثيراً من هذا المنتدى مما انعكس ايجابياً على عملهم التسويقي في النادي، كما انه حدثني عن عملهم التسويقي الذي يعتمد على الجماعية، وعلى استعانتهم بشباب يعشقون الاتفاق ولديهم علاقات كبيرة مكنتهم من التواصل مع عدد من الشركات التي اصبحت راعية للنادي. الجميل في هذه الادارة انها شفافة وصادقة مع الجميع ولديها القدرة على ادارة الازمات بنجاح وتناولها اعلامياً بالشكل الصحيح والاحترافي والدليل قضية سفر لاعب الوسط محمد كنو وكيف استطاعت ادارة الاتفاق معالجة المشكلة بعيداً عن الفريق والتأثير عليه. ختاماً الاتفاق مثله مثل غيره من أنديتنا لهم مكانة في القلب ونتمنى لهم جميعاً النجاح والتوفيق ولكن العمل الجيد يفرض نفسه ويرغم الجميع على الإشادة بنادٍ محدد كما حدث مع نادي الاتفاق الذي لم تأت نجاحاته من فراغ بل بإدارة شابة يكمن سرّ نجاحها في حماس الشباب وروح الفريق الواحد والاحترافية في العمل.