وقع الرئيس الكولومبي وزعيم حركة فارك المتمردة الاثنين في كارتاهينا (شمال) اتفاق سلام تاريخياً ينهي حرباً استمرت أكثر من نصف قرن وخلفت مئات آلاف القتلى والمفقودين. وخلال حفل ضخم اقيم في المدينة الساحلية وقع على الاتفاق المؤلف من 297 صفحة كل من الرئيس خوان مانويل سانتوس وقائد "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) رودريغو لوندونيو المعروف اكثر باسميه الحركيين "تيموليون خيمينيز" و"تيموشنكو". وهذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه في هافانا في اغسطس لا يزال بحاجة لأن يصادق عليه الكولومبيون في استفتاء يجري الاسبوع المقبل كي يدخل حيز التنفيذ. وجرى توقيع الاتفاق في باحة مركز المؤتمرات في كارتاهينا، المنتجع الذي يوصف بانه "لؤلؤة الكاريبي"، وذلك بحضور حوالى 2500 مدعو ارتدوا ملابس بيضاء وبينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية إضافة إلى عدد من ضحايا النزاع. ووقع سانتوس وتيموشنكو الاتفاق بقلمين صنعا من رصاصتين. وقبيل توقيعه الاتفاق قال الرئيس سانتوس في تغريدة على تويتر "اليوم نختبر فرح عصر جديد لكولومبيا"، معتبرا توقيع الاتفاق "مرحلة جديدة في تاريخنا، في بلد ينعم بالسلام". ومن الشخصيات التي شاركت في حفل التوقيع الرئيس الكوبي راوول كاسترو الذي استضافت بلاده لمدة أربع سنوات مفاوضات السلام التي رعتها أيضا النروج وفنزويلا وتشيلي، كما حضر الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ونظيره لمنظمة الدول الاميركية لويس الماغرو ووزيرا خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري والفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين. وكانت حركة "فارك" التي انبثقت في 1964 عن تمرد للفلاحين وتضم اليوم نحو سبعة آلاف مقاتل، صادقت على الاتفاق الجمعة خلال مؤتمر وطني نظم في ال ديامانتي في قلب معقلها التاريخي في كاغوان (جنوب شرق).