بندر بن هلاّل العتيبي * ينتهج سجل المتبرعين بالخلايا الجذعية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض آلية معينة للتسجيل، وتتمحور على أربع خطوات يجب على المتبرع القيام بها لكي يتسنى للسجل إضافته إلى قائمة أسماء المتبرعين. أولها: على المتبرع قراءة المعلومات التي تتعلق بالتسجيل، ومن خلالها يستطيع فهم فكرة التبرع بالخلايا الجذعية ومدى أهميتها للمجتمع السعودي. ثانيها: يُقدم السجل نموذج الاستبيان الطبي للمتبرع بحيث يقوم بتعبئته قبل التسجيل، وهو عبارة عن مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بالجانب الصحي بشكل عام. ثالثها: قراءة وتوقيع نموذج الموافقة على الانضمام إلى سجل المتبرعين. رابعها: قيام المتبرع بعمل مسحة طبية من داخل الفم « باطن الخد «، وذلك لعمل تحليل فصيلة الدم وكذلك عمل تحليل مطابقة الأنسجة، الذي من خلاله نستطيع معرفة مطابقة المتبرع للمريض. أما بالنسبة إلى طريقة التبرع بعد تعيين مطابقة المريض للمتبرع استناداً إلى نتيجة مطابقة الأنسجة، يقوم السجل بالاتصال بالمتبرع المطابق ومعرفة هل لازال يريد القيام بالتبرع أم لا. حيث ان السجل لا يقوم بفرض عملية التبرع، بل هي عملية اختيارية إنسانية بحتة، لمد يد العون لأي مريض بحاجة لزراعة الخلايا الجذعية. وفي حالة موافقته سيقوم السجل بإعطائه موعداً في عيادة الفحص والمتابعة، بحيث يتم إجراء فحوصات مخبرية شاملة للتأكد من سلامته أولاً ومن جاهزيته للتبرع بالخلايا، بعد ذلك يتم الفحص السريري له للتأكد من سلامته جسديًا. وبعد ذلك سيقوم الطبيب المعالج بصرف عقار «جي سي أس أف» للمتبرع لمدة أربعة أيام، والذي يتم أخذه على هيئة حقن تحت الجلد. يعمل هذا العقار على تحفيز الخلايا الجذعية لكي تنتقل من مكانها الأساسي وهو نخاع العظم إلى الدورة الدموية، وذلك لتسهل عملية تجميعها عن طريق الذراعين. ومن المضاعفات الجانبية الواردة لهذا العقار: صداع، وغثيان، وآلام في العظام والعضلات، وتعب عام. وسيتم صرف علاجات ليتم استخدامها في حال حدوث هذه الأعراض، والتي عادة ما تختفي بعد مرور يوم إلى يومين إلى إتمام التبرع وإيقاف العقار. وفي اليوم الخامس يتم توجيه المتبرع إلى بنك الدم، وهناك تتم عملية فصل الخلايا الجذعية عن باقي مكونات الدم الأخرى، ويتم ذلك بواسطة جهاز فصل الخلايا المكونة للدم. حيث يقوم فني بنك الدم بوضع إبرة باليد اليمنى وأخرى باليد اليسرى، بحيث ينتقل الدم من الذراع اليمنى إلى جهاز فصل الخلايا المكونة للدم وسحب الخلايا في مكان مخصص لها في الجهاز، وبعد ذلك يتم إرجاع الدم مرة أخرى عن طريق الذراع اليسرى. ويستغرق هذا الإجراء ما يقارب أربع إلى ست ساعات فقط. الجدير بالذكر أن أغلب المتبرعين بنسبة 95٪ يتم الاكتفاء من الجلسة الأولى، في حين أن ما نسبته 5٪ قد يحتاجون إلى إعادة الجلسة في اليوم التالي. هذا الإجراء آمن جدًا ولا يسبب أي ألم أو مضاعفات لدى المتبرع. أما بالنسبة للكمية التي تُسحب من المتبرع فهي ليست بالكثيرة، فقد لا تتجاوز ال 300 مل. وبعد انتهاء مرحلة التبرع سوف يعطى المتبرع عدة مواعيد لمقابلة الطبيب بهدف الاطمئنان على صحته. وأخيرًا يتطلع سجل المتبرعين بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إلى الوصول إلى أكبر عدد من المسجلين وذلك لزيادة فرصة الأمل بالشفاء للكثير من المرضى الذين طال بهم الأمد مع الصراع الأليم مع هذه الأمراض. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ «الْمُسْلِمُ لِلْمُسْلِمِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا». * برنامج زراعة الخلايا الجذعية للبالغين