سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لبنان لن يكون بلداً لإعادة التوطين ولا للاندماج المحلّي.. والمناطق الآمنة لعودة اللاجئين غير متوافرة في سورية منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ل«}»:
قال منسّق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة فيليب لازاريني ل"الرياض" أنّ الأممالمتحدة تطالب بإلغاء الرسوم على الإقامات للسوريين في لبنان (200 دولار كل 6 أشهر) بغية تسجيل أكبر عدد منهم فلا يعودوا نازحين غير شرعيين ويسهل رصدهم في حال اضطلعوا بأعمال أمنية". ويوضح لازاريني أن "الحكومة اللبنانية لم تفعّل هذا الطلب بعد". ويثير موضوع اللجوء السوري إلى لبنان جدلا واسعا على مسافة أيام قليلة من انعقاد مؤتمر اللجوء والهجرة الذي دعا إليه أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون في 19 الجاري، والذي سيعقبه مؤتمر ثان في ال20 من الجاري دعا إليه الرئيس الأميركي باراك أوباما. وفي حوار خاص مع الرياض" دعا لازاريني اللبنانيين إلى "النظر إلى الأممالمتحدة بأنها شريك تحاول التخفيف من وطأة النزوح على المجتمع اللبناني المضيف وهي لا تمتلك أية أجندة سرية ولا تريد توطين اللاجئين في لبنان".يقول لازاريني بأن المخطط الأول للأمم المتحدة في ملف النزوح "هو التوصل إلى حلّ سياسي نهائي وخصوصا مع وجود حوالي 7 ملايين سوري مهجّرين داخل سورية وحوالي ال 4 ملايين خارجها موزعين خصوصا على الأردنولبنان وتركيا، ويعتبر لبنان البلد الأكثر تأثرا نظرا للأعداد الضخمة التي يستضيفها (تقدرها الأممالمتحدة التي أوقفت تسجيل النازحين في 2014 بناء على طلب الدولة اللبنانية بحوالي المليون وال400 ألف نازح) وقد زاد النزوح عدد السكان بنسبة تصل إلى 40 في المائة". يشرح لازاريني اللغط الذي أثاره تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول مسألة اللجوء العالمية، فيقول ل"الرياض": "ينبغي الإيضاح أولا بأن لبنان ليس بلدا لإعادة اندماج اللاجئين، فأي إعادة اندماج ستكون عبر بلد ثالث في أوروبا أو كندا أو أميركا أو الدول الخليجية لكن ليس في بلدان الجوار". يضيف لازاريني:" بعد الزيارة التي قام بها أمين عام الأمم المتّحدة بان كي مون إلى لبنان هيّأ تقريرا أرسله إلى الجمعية العامّة للأمم المتحدة تمهيدا للمؤتمر الذي سينعقد في 19 الجاري، ولم يكن هذا التقرير يتعلق بلبنان بل بمسألة الهجرة واللجوء حول العالم. وقد أعادت الأممالمتحدة التأكيد على 3 حلول لمسألة اللجوء: وجوب الحل السياسي الذي يوفّر عودة آمنة وطوعية تحفظ كرامة اللاجئ العائد، وجوب التضامن الدولي ووضع كوتا دولية لإعادة توطين اللاجئين في بلدان ثالثة، والدمج المحلي. ولعلّ النقطة الثالثة التي أثارت حفيظة البعض في لبنان هي التي يجب شرحها، فإعادة الدمج المحلي هي قرار سيادي لكل بلد ولا يمكن فرضها على أحد. لقد كان لبنان واضحا في هذا الإطار وقال ألا إمكانية للدمج فيه نظرا إلى تركيبته المتنوعة طائفيا وللديموغرافيا الدقيقة. وبالتالي ليس من مؤامرة دولية تحاك على لبنان، وليس من أجندة سرية تخفيها الأممالمتحدة التي تريد دعم لبنان ومساعدته لتحمّل هذا العبء الموجود في غياب أي حل سياسي للأزمة السورية، وفي غياب أي إعادة توطين في بلد ثالث. جلّ ما تفعله الأممالمتحدة هو محاولة دعم البلد والمجتمعات المضيفة لتحمّل أعباء اللجوء كي لا يصبح الوضع أشدّ رداءة. ولماذا لا تشجّع الأممالمتحدة عودة اللاجئين السوريين الى المناطق الآمنة في داخل سورية؟ يقول لازاريني:" ثمة حرب قائمة في سورية ولا حل سياسيا نهائيا لغاية اليوم يحمي الناس، وبالتالي لا يمكن دعوة الناس للعودة دون أن نكون متأكدين من متانة الوضع الأمني السائد فتكون العودة آمنة. تعني المناطق الآمنة تلك التي وافق جميع الأفرقاء على اعتبارها كذلك، والتزامهم بعدم التعرض لها، إذا لم يحصل ذلك فلا يمكن اعتبار أية منطقة آمنة. آخر ما خبره المجتمع الدولي كان إبان حرب البوسنة والهرسك حيث تمّ تعيين منطقة آمنة انتهت بمجزرة مريعة عام 1995، وما حدث لم يعد يفتح شهية المجتمع الدولي على هذا الحلّ، وبغياب حل سياسي نهائي في سورية من الصعب القبول بهذا الأمر. ويقول لازاريني حول مقاربة الحكومة اللبنانية للأزمة:" أعتقد من المهمّ تستمر الحكومة بما بدأته من كرم وحسن ضيافة كانا محطّ إعجاب، وبعد 5 أعوام من الأزمة السورية المعقدة من المهم أنّ ينظر إلينا اللبنانيون بثقة كشركاء كاملين نناقش الهواجس الأساسية لمقاربة هذه الأزمة".