قالت كوريا الشمالية أمس الأربعاء إن الولاياتالمتحدة تدفع الوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى "نقطة الانفجار"، وذلك على خلفية إرسال واشنطن قاذفتي قنابل استراتيجيتين أسرع من الصوت من طراز "بي - 1بي" من قاعدة أندرسون الجوية في جزيرة غوام الأمريكية إلى شبه الجزيرة الكورية أمس الثلاثاء ردا على أحدث تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية. وقالت بيونغ يانغ: "تسعى هذه الاستفزازات المتهورة للغاية من دعاة الحرب الإمبريالية الأمريكية إلى دفع الوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى مرحلة الانفجار ساعة تلو الأخرى"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء المركزية الرسمية في كوريا الشمالية. وأضافت: "الجيش الشعبي الكوري يمتلك جميع الوسائل المضادة لصد أي عدوان أو استفزاز في ضربة واحدة، وهو يراقب عن كثب التحركات العسكرية المتهورة للإمبريالية الأمريكية". وحلقت القاذفتان أمس في سماء قاعدة وسان الجوية في إقليم كيونج كي في استعراض للقوة ضد كوريا الشمالية، وفقا لما ذكرته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء. وقال قائد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية الجنرال فينسينت بروكس: "ما تم إظهاره هو مجرد مثال واحد على المدى الكامل للقدرات العسكرية لهذا التحالف القوي من أجل توفير وتعزيز الردع الممتد". وأضاف: "ما تزال قوات التحالف العسكري مستعدة للوفاء بالتزامات الدفاع المتبادل ضد تهديدات الأمن في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة". وقال المبعوث الأمريكي الخاص لكوريا الشمالية سونج كيم إن واشنطن تعمل مع الدول الأخرى لفرض مزيد من العقوبات بحق بيونغ يانغ، وإنه سوف تكون هناك عواقب وخيمة ل"الاستفزازات" الكورية الشمالية. من ناحية اخرى أفادت تقييمات جديدة لخبراء أسلحة بأن كوريا الشمالية ستكون لديها مواد تكفي لنحو 20 قنبلة نووية بحلول نهاية هذا العام مع امتلاكها منشآت لتخصيب اليورانيوم بكثافة ومخزونا من البلوتونيوم. وأضافوا أن كوريا الشمالية أفلتت من عقوبات فرضتها الأممالمتحدة لتطور عملية تخصيب اليورانيوم مما جعلها تستطيع إدارة برنامج نووي فعال ولديه اكتفاء ذاتي وقادر على إنتاج نحو ست قنابل نووية خلال عام. ومن المستحيل التحقق من القدرات النووية لدولة معزولة تعمل في سرية. لكن بعد أن أجرت بيونغ يانغ خامس وأقوى تجربة نووية لها الأسبوع الماضي واستعدادها لتجربة أخرى على حد قول كوريا الجنوبية فإن بيونغ يانغ لا تعاني فيما يبدو نقصا في المواد اللازمة لإجراء تجربة نووية. ويقول الخبراء إن كوريا الشمالية لديها وفرة في احتياطيات اليورانيوم وتعمل سرا منذ أكثر من عشر سنوات على تخصيب المواد إلى الحد الذي يسمح باستخدامها في صنع الأسلحة. وقال سيجفريد هيكر وهو خبير بارز بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية إن من المرجح أن ينتج المشروع الذي يعتقد أنه توسع لدرجة كبيرة ما يصل إلى 150 كيلوجراما من اليورانيوم عالي التخصيب سنويا. وكتب هيكر الذي تفقد منشأة يونجبيون النووية في كوريا الشمالية عام 2010 في تقرير نشره يوم الاثنين الموقع الإلكتروني لجامعة جونز هوبكنز في واشنطن إن تلك الكمية تكفي لإنتاج نحو ست قنابل نووية. وأضاف أنه بحساب ما يتراوح بين 32 و54 كيلوجراما من مخزون البلوتونيوم لدى كوريا الشمالية بحسب التقديرات فإن بيونجيانج ستمتلك مواد انشطارية تكفي لنحو 20 قنبلة بحلول نهاية عام 2016. وقال جيفري لويس من معهد ميدلبري للدراسات الدولية ومقره كاليفورنيا إن كوريا الشمالية لديها معين لا ينضب من المواد الانشطارية في شكل بلوتونيوم من مفاعل بيونجبيون ويورانيوم عالي التخصيب من موقع واحد على الأقل وربما من موقعين آخرين. وأضاف أن كوريا الشمالية أصبحت في الوقت الحالي ورغم العقوبات لديها اكتفاء ذاتي بدرجة كبيرة في تشغيل برنامجها النووي ولكن ربما لا تزال تكافح لإنتاج بعض المواد والعناصر.