اتهمت بيونغيانغ واشنطن بدفع شبه الجزيرة الكورية «الى حافة انفجار»، فيما رجّح خبراء تسلّح أن تملك كوريا الشمالية بحلول نهاية السنة مواد تكفي لصنع نحو 20 قنبلة نووية. وأقلعت قاذفتان أميركيتان إستراتيجيتان من طراز «بي-1بي» تفوق سرعتهما سرعة الصوت، الثلثاء من قاعدة أندرسن الجوية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ، يواكبهما سرب من المقاتلات الأميركية والكورية الجنوبية، وحلّقتا في اجواء كوريا الجنوبية. وقال قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية الجنرال فنسنت بروكس ان تحليق المقاتلتين هو «مجرد نموذج عن مجموعة واسعة من القدرات العسكرية لهذا التحالف المتين الذي يستهدف تأمين ردع وتعزيزه»، معتبراً ان التجربة النووية التي نفذتها الدولة الستالينية الأسبوع الماضي «تشكّل تصعيداً خطراً وتهديداً غير مقبول». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن «هذه الاستفزازات غير المسؤولة من دعاة الحرب الإمبرياليين الأميركيين، تدفع في كل ساعة شبه الجزيرة الكورية الى حافة انفجار». وأكدت ان الجيش الكوري الشمالي يمتلك «كل القدرات اللازمة للرد عسكرياً» وتحطيم العدو «من ضربة واحدة»، اذا تعرّضت كوريا الشمالية لهجوم. الى ذلك، رجّح سيغفريد هيكر، وهو خبير بارز في شأن البرنامج النووي الكوري الشمالي، أن تنتج بيونغيانغ بعد توسيعها برنامجها لتخصيب اليورانيوم، 150 كيلوغراماً من اليورانيوم العالي التخصيب سنوياً. هيكر الذي تفقد منشأة «يونغبيون» النووية في كوريا الشمالية عام 2010، كتب في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة جونز هوبكنز (مقرها واشنطن)، أن تلك الكمية تكفي لإنتاج نحو 6 قنابل نووية. وأشار الى تقديرات تفيد بامتلاك بيونغيانغ بين 32 و54 كيلوغراماً من مخزون البلوتونيوم، لافتاً الى انها ستمتلك مواد انشطارية تكفي لصنع نحو 20 قنبلة ذرية، بحلول نهاية العام 2016. أما جيفري لويس من معهد «ميدلبري للدراسات الدولية» (مقره كاليفورنيا)، فرأى أن لدى كوريا الشمالية معيناً لا ينضب من المواد الانشطارية، على شكل بلوتونيوم من مفاعل «بيونغبيون» ويورانيوم عالي التخصيب من موقع واحد على الأقل، وربما من موقعين آخرين. واعتبر أن بيونغيانغ باتت مكتفية بدرجة كبيرة في تشغيل برنامجها النووي، مستدركاً أنها ربما ما زالت تكافح لإنتاج بعض المواد والعناصر. وزاد: «الدول تستطيع أن تتكيّف مع العقوبات بمرور الوقت، ورأينا ذلك يحدث في إيران». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيريه الياباني والكوري الجنوبي سيناقشون في نيويورك الأحد المقبل، رداً على التجربة النووية لبيونغيانغ، استصدار قرار في مجلس الأمن، يشدد العقوبات على الدولة الستالينية. في طوكيو، أعلن ناطق باسم الحكومة اليابانية أن رئيس الوزراء شينزو آبي سيجري زيارة نادرة لكوبا الأسبوع المقبل، مشيراً الى أنه سيطلب «تفهّمها وتعاونها في تسوية القضايا المتعلقة بكوريا الشمالية، مثل خطف (يابانيين) والملفين النووي والصاروخي». على صعيد آخر، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن فيضانات اجتاحت البلاد أخيراً، هي «أسوأ كارثة» تشهدها الدولة الستالينية منذ الحرب العالمية الثانية. ولم تحدّد عدد القتلى والمفقودين، فيما تشير الأممالمتحدة الى مقتل 138 شخصاً وفقدان 400. لكن الوكالة تحدثت عن حوالى 69 ألف نازح، فيما تفيد أرقام الأممالمتحدة ب107 آلاف نازح.