منذ تأسست هذه الدولة المباركة ولله الحمد كان من أول الأولويات لها من مؤسسها إلى اليوم وإلى أن تقوم الساعة إن شاء الله هي الحرمين الشريفين، والحج والعمرة، من زوار هاذين البيتين المقدسين للمسلمين في كل أصقاع هذا العالم، منذ تأسيس المملكة والحرمان الشريفان يخضعان لتطوير واهتمام مستمر، وتوسعات بعشرات المليارات من الريالات ولازالت، تطوير المشاعر المقدسة من عرفات ومنى ومزدلفة وكل ما يحيط بالحرم المكي أو النبوي، بعمل لم يتوقع منذ عقود من الزمن وإلى اليوم، كل ملك من ملوك هذه البلاد قام بتوسعة أو استكمال توسعة للحرمين الشريفين منذ المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمة الله عليه- بدأها عام 1344ه تم صيانة المسجد وإصلاحه كلياً. عام 1346ه تم ترميم الأرقة وطلاء الجدران والأعمدة وإصلاح قبة زمزم، تم تركيب مظلاّت لوقاية المصلين من حرارة الشمس،و تم تبليط ما بين الصفا والمروة بالحجر. في شعبان 1347ه تم تجديد مصابيح الإنارة في المسجد الحرام وزيادتها حتى بلغت ألف مصباح. وفي 14 صفر 1373ه عندما أدخلت الكهرباء إلى مكةالمكرمة أُنير المسجد الحرام ووضعت فيه المراوح الكهربائية. ثم الملك سعود -رحمه الله- بدأ مشروع توسعة المسجد في عهد الملك سعود في ربيع الآخر 1375ه، حيث كانت مساحة المسجد حينها 28 ألف م2 يسع حوالي 50 ألف مصلٍ، وقد استغرقت التوسعة حوالي 10 سنوات ثم في سنة 1374ه أنشأ بناية لسقيا زمزم أمام بئر زمزم، وصار بئر زمزم في القبو وغيرها من التوسعات، بناء ثلاثة طوابق، والأقبية، والطابق الأرضي، والطابق الأول، مع بناء المسعى بطابقيه، وتوسعة المطاف، وقد زود قبو زمزم بصنابير الماء ومجرى للماء المستعمل. وفي سنة 1375ه تم استبدال الشمعدانات الست بحجر إسماعيل عليه السلام بخمس نحاسية تضاء بالكهرباء، وغيرها من التوسعات في عهد الملك سعود، وكذلك في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز أكبر توسعة منذ 14 قرنا في وقتها، وضع الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حجر الأساس لما عرف بمشروع أكبر توسعة للمسجد الحرام منذ أربعة عشر قرناً [6]، في 2 صفر 1409ه الموافق 13 سبتمبر 1988م، ثم عهد الملك عبدالله -رحمة الله عليه-، بتوسعة تستوعب مليوني مصلٍ تشمل داخل الحرم المكي وحتى النبوي، وتصل مساحة التوسعة إلى 750.000 متر مربع. هذا موجز يسير جدا لتاريخ ومراحل توسعة الحرمين الشريفين، وهذا ما يلحظه العالم ومحل التقدير الكبير، ولا ينكر ذلك أو يغيب دور المملكة التاريخي حكومة وملوكا وشعبا، إلا جاحد ومتربص لاغيره، وهؤلاء لا يفترض النظر لهم لأن واقع الشيء هو المتحدث الرسمي.