حظي المسجد الحرام باهتمام بالغ من قادة هذه البلاد منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله الذي كان هاجسه الاول هو العناية ببيوت الله بناء وتعميرا اصلاحا وترميما فلقد اهتم رحمه الله اهتماما كبيرا بالمسجد الحرام منذ دخوله مكةالمكرمة عام 1343ه حيث اعلن البدء في ترميمات الحرمين الشريفين وقد كان همه الكبير وامنيته الغالية هي اصلاح وترميم كل ما يتعلق ببيت الله الحرام تعظيما لشعائر الله وخدمة لضيوف الرحمن من الحجاج والزوار والمعتمرين. وقد امر رحمه الله بتكوين العديد من اللجان لدراسة احتياجات المسجدين الشريفين وتوفير كل ما من شأنه النهوض بهما ففي عام 1344ه اصدر امره الكريم بترخيم المسجد الحرام وترميم التلف الواقع في جدرانه وارضيته واعمدته واصلاح الممرات ومشايات المطاف والابواب وطلي مقام ابراهيم عليه السلام واساطين النحاس الواقعة حول المطاف. وفي عام 1346ه امر رحمه الله بترميم المسجد الحرام من الداخل والخارج على حسابه الخاص ثم ترميم كامل لأروقة المسجد الحرام واصلاح البلاط والابواب وجدران المسجد الحرام والدرج المؤدي اليها وطلاء جميع عقود وجدران واعمدة المسجد الحرام وفق لونها الاصلي حتى عادت بيضاء ناصعة واصلاح مظلة قبة زمزم وغيرها من الاصلاحات والترميمات التي استمرت حتى عام 1347ه ولم يترك شيئا بالمسجد الحرام الا تم اصلاحه حتى عادت الى المسجد الحرام بهجته ورونقه وجماله. في سنة 1345ه امر بتبليط طريق المسعى بالحجر الصوان المربع وازالة الزوائد والمحلات التي على ضفتي شارع المسعى وبذلك اصبح طريق المسعى ممهدا للساعين ليؤدوا نسكهم براحة وسلام وهي المرة الاولى التي يرصف فيها المسعى منذ فرض الله الحج على المسلمين ويعد هذا المشروع من اجل الاعمال التي قام بها الملك عبدالعزيز رحمه الله كما اقام رحمه الله مظلات ثابتة على حدود اروقة المسجد الحرام ليستظل تحتها المصلون واقيمت من الخشب الجاوي المتين على شكل جملون وكسى الجملون بالقماش المنسوج بالقطن الابيض المسمى بالقلع وفي سنة 1354ه امر رحمه الله بتشكيل لجنة لمتابعة ما يلزم للمسجد الحرام من ترميم واصلاح وتجديد حيث تم اصلاح ارضية اروقة المسجد الحرام واصلاح شقوق جدران المسجد الحرام وتجديد الالوان التي بداخل الاروقة واصلاح باب بني شيبة ونقشه بالنقوش المناسبة له وصبغ واجهات ابواب المسجد الحرام وباب بئر زمزم باللون المناسب واصلاح ابواب المسجد الحرام بالخشب الجاوي كما تم انشاء اعمدة رخامية جديدة من قطع المرمر الصقيل في ردهات المسجد الحرام وتجميل جوانب المسعى وفي سنة 1366ه امر بتجديد سقف المسعى بطريقة فنية محكمة وكان المسجد القائم هو الذي شيده السلطان سليم العثماني في عام 980ه وكانت مساحته 29100 متر مربع وفي عام 1375ه بدأت اعمال التوسعة السعودية الاولى للحرم المكي الشريف التي تضمنت بناء المسعى من طابقين وتبليطه.. كما تمت توسعة الطابق الارضي للمسجد الحرام وايجاد ثلاثة مداخل رئيسية له من الناحية الشمالية وايجاد مئذنتين على جانبي كل من المداخل الثلاثة ومئذنة عند قبة الصفا ويوجد بكل مدخل ثلاثة ابواب كما يوجد سبعة عشر مدخلا صغيرا اضافة الى المداخل الرئيسية بعرض مترين وثمانين سنتيمترا وبارتفاع خمسة امتار واثني عشر سنتيمترا وزود المبنى الجديد بسبع مآذن بارتفاع تسعين مترا ويتضمن المبنى بعد التوسعة بدرومات تبلغ سعتها 31200 متر مربع لاداء الصلاة بها اوقات الذروة وتشتمل على 250 غرفة للخدمات والمرافق العامة وقد استخدم في المبنى الرخام على نطاق واسع في تكسية الجدران وتبليط الاراضي وتكسية الاعمدة وتبلغ المساحة المغطاة بالرخام 18700 متر مربع كما استخدم فيها الحجر الصناعي واصبحت القدرة الاستيعابية للمسجد الحرام بعد التوسعة السعودية الاولى اوقات الذروة 400000 الف مصل وبلغت التكلفة الاجمالية لهذه التوسعة الف مليون ريال. وعندما انتقل الى خادم الحرمين الشريفين شرف الامانة سار على خطى والده في اداء الامانة وجعل جل اهتمامه وشغله الشاغل خدمة الحرمين الشريفين حيث امر حفظه الله باكمال تلك المشروعات التي تمت في السابق حيث امر حفظه الله في عام 1403ه بنزع ملكيات العقارات الواقعة بالسوق الصغير بجوار الحرم المكي الشريف وتهيئة اكثر من ثلاثين الف متر مربع وتخصيصها مساحات لاداء الصلاة بها لتخفيف الازحام داخل المسجد الحرام خصوصا اوقات الذروة والمواسم وفي عام 1406ه امر خادم الحرمين الشريفين بتنفيذ مشروع تحسين وتهيئات سطح المسجد الحرام وتبليطه بالرخام البارد لاداء الصلاة به وبذلك اضيفت الى المسجد الحرام مساحة تقدر بواحد وستين الف متر مربع تستوعب اكثر من تسعين الف مصل وكذلك امر ايده الله بانشاء ثلاثة سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين الى سطح المسجد الحرام خصوصا كبار السن والعجزة. كما امر بإنشاء ستة جسور بالمسعى لتسهيل عملية الدخول والخروج من والى المسجد الحرام دون مضايقة الساعين اضافة الى تجديد ابواب المسجد الحرام واستبدال السياج الخشبي حول صحن المطاف بسياج من الرخام الفاخر وكذلك استبدال بلاط صحن المطاف ببلاط مميز عاكس للحرارة لتمكين قاصدي بيت الله الحرام من الطواف في اي وقت دون الشعور بالحرارة حيث يتميز هذا النوع من البلاط بالبرودة الدائمة ومن الاعمال الجليلة التي امر بها حفظه الله تحسين وتطوير وتوسعة دائرة الصفا في الطابق الاول وتحسين وتطوير قبة المروة وانشاء جسر وابواب جديدة بالمروة ليصبح عدد الابواب اربعة ابواب بدلا من باب واحد مع انشاء جسر لنقل المصلين من الراقوبة الى المسجد الحرام دون استخدام الدرج وذلك لتسهيل عملية الدخول والخروج من والى المسجد الحرام. كما امر حفظه الله بتجديد قبة مقام ابراهيم عليه السلام... هذه بعض الاعمال التي امر خادم الحرمين الشريفين باضافتها الى التوسعة الاولى. ونظرا لازدياد عدد الحجاج في كل عام امر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله بتوسعة المسجد الحرام من الجهة الغربية ووضع حجر الاساس لهذه التوسعة التي تعد التوسعة الثانية للمسجد الحرام وذلك عام 1409ه وتعتبر اكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام. وبدأ العمل التنفيذي في هذا المشروع في شهر جمادي الآخرة عام 1409ه بمتابعة واشراف من خادم الحرمين الشريفين لكل مرحلة من مراحله ومتابعته الدقيقة لكل صغيرة وكبيرة في هذا المشروع وكان حفظه الله يختار بنفسه كل قطعة جرانيت او رخام ولا يتم استخدامها الا بعد ان يوقع عليها باسمه كما كان يتابع نوعية النجف والابوب وادوات الكهرباء. وامر حفظه الله بتشكيل لجنة للاشراف الدائم على المشروع وقد روعي في تصميم توسعة المسجد الحرام اجراء دراسة تتناول كل عناصر التربة وقوة تحمل الموقع وانواع المواد المستخدمة وانواع الخرسانات وان تكون التصاميم معبرة بدقة بالغة عن كل الدراسات التي اجريت وترجمة دقيقة لكل تفاصيلها. وروعي فيها كل العوارض المتوقعة مثل الرياح والزلازل وان تعبر معماريا عن التجانس الكامل بين المبنى الحالي والمبنى الجديد في الشكل والمظهر واستخدام افضل ما وصلت اليه التقنية من آلات ومعدات ومواد. وتتكون التوسعة من بدروم وطابق ارضي وطابق علوي وتبلغ مساحة البدروم 18000 متر مربع وبارتفاع 4.30 متر ويستخدم جزء منه للوازم الكهرباء وادوات التكييف والخدمات والمرافق العامة والجزء الآخر لاداء الصلاة فيه اوقات الذروة. وقد تم تقسيم العمل في هذا المشروع الى عدة مراحل ووضعت جداول زمنية للاعمال الانشائية المرحلة الاولى تمثلت في اعداد الموقع ونقل مواقع الخدمات التي كانت في الموقع مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي والهاتف ونقلها الى موقع آخر مع الحرص على عدم انقطاع اي خدمة منها. المرحلة الثانية تم فيها القيام باعمال الحفريات ونقل الاتربة والمخلفات من الموقع اولا باول. المرحلة الثالثة تم فيها صب القواعد والاساسات والاعمدة وكمرات الربط وربط قاعدة هذه التوسعة الجديدة مع قاعدة المبنى الحالي التوسعة الاولى بكمرات الربط المكونة من الخرسانات. المرحلة الرابعة تم فيها ردم ورصد التربة وفق الاصول الهندسية وصب الطبقة الخرسانية وحددت مسارات شبكات الصرف والتغذية الداخلية للمياه والتمديدات الكهربائية والتهوية والتكييف ومكافحة الحريق وغيرها من الانظمة. وتم في سقف القبو عمل فتحات في قواعد الاعمدة المستديرة الشكل لتدفع الهواء الساخن خارج المسجد الحرام عبر مجار خاصة ومتصلة بمجاري التكييف كما تم في هذه المرحلة تركيب الحوامل التي تحمل تمديدات وقنوات مجاري الهواء والتصريف والتمديدات الكهربائية المعلقة في سقف الطابق السفلي. المرحلة الخامسة تم مد الخطوط الحديدية الخاصة بالتمديدات الكهربائية والتكييف وقسم مبنى التوسعة الى خمس عشرة وحدة مستقلة وذلك للتوفيق بين مقتضيات الهياكل الانشائية وبين المقتضيات المعمارية خصصت كل وحدة بدراسة منفصلة فيها بيان تحملها وكفاءتها لمقاومة الاحمال الرأسية والافقية وتحمل اعمدة التوسعة تيجانا من الرخام الابيض الناصع ومزخرفة بزخارف محفورة واحيط تربيع التيجان بحزام ذهبي وفوق التيجان عقود واقواس ملبسة بالحجر الصناعي المنقوش بنقوش جميلة وكتب في جانبي العقود لفظ الجلالة "الله" بحروف بارزة مطلية بالذهب وفوق العقود السقوف المزخرفة بالزخارف الاسلامية وجميع الطابق الارضي مسقوف الا ما هو تحت القباب فانه لم يسقف وترك على شكل فناء واسع مفتوح على سقف الطابق الاول ويبلغ ارتفاع الطابق الارضي تسعة امتار وثمانين سنتيمترا وتبلغ مساحته عشرين الف متر مربع. المرحلة السادسة وتم في هذه المرحلة بناء الطابق الاول مماثلا للطابق الارضي وتم في وسط سطح المبنى ثلاث قباب تغطي الجزء الاوسط مابين التوسعتين الاولى والثانية بمحاذاة المدخل الرئيسي "باب الملك فهد" وترتكز كل قبة على اربعة اعمدة يبعد بعضها عن بعض تسعة امتار وخمسة عشر سنتيمترا بارتفاع سبعة عشر مترا. وزخرفت القباب بشبابيك علوية من خشب الساج وبلط السطح برخام بارد كما تم بناء مئذنتين على جانبي باب الملك فهد مثل المآذن في التوسعة الاولى بارتفاع تسعة وثمانين مترا وكسيت اعمدة التوسعة بالرخام الابيض اللامع وكسيت الارضية بالرخام الابيض والجدران من الداخل بالرخام والحجر الصناعي ومن الخارج برخام سنجابي اللون وبالحجر الصناعي مع زخرفتها بزخارف اسلامية جميلة روعي فيها الانسجام الكامل مع نظيراتها في التوسعة الاولى وقد تم استخدام احدث الطرق في تثبيت الرخام وذلك باستخدام الزوايا المصنوعة من الحديد الذي لا يصدأ لضمان عمر اطول. ويبلغ عدد الاعمدة للطابق الواحد بالتوسعة الجديدة خمسمائة وثلاثين عمودا دائريا ومربعا ويبلغ قطر الاعمدة المستديرة واحدا وثمانين سنتيمترا وطول ضلع الاعمدة المربعة ثلاثة وتسعين سنتيمترا ويبلغ ارتفاع الاعمدة بالطابق الارضي اربعة امتار وثلاثين سنتيمترا وبالطابق الاول اربعة امتار وسبعين سنتيمترا من مستوى الارض حتى نهاية التاج وتبلغ ابعاد القواعد المربعة 102 في 102 في 54 سنتيمترا اما قواعد الاعمدة المستديرة فهي بعرض كلي سبعة وتسعين سنتيمتراً وارتفاع خمسة واربعين سنتيمترا وجميع قواعد الاعمدة مكسوة بالرخام والواجهات الخارجية للتوسعة يبلغ ارتفاعها ثلاثة وعشرين مترا وسبعة وخمسين سنتيمترا ومحلاة بالزخارف ومكسوة بالرخام الرمادي والمموج والحجر الصناعي مماثلة للواجهات الخارجية للتوسعة الاولى وتم ربط توسعة خادم الحرمين الشريفين بالتوسعة الاولى عن طريق فتحات واسعة بعد نقل مواقع الابواب مع المحافظة على العناصر الانشائية للتوسعة الاولى وقد تم الانتهاء من هذا المشروع في 30/11/1413ه ونظرا لكبر مساحة الحرم المكي الشريف بعد هذه التوسعة تم تحديث الشبكة الكهربائية بالحرم الشريف لتواكب التوسع والتطور العمراني في الحرم حيث تم تحديث القواطع الرئيسية في محطات التغذية البالغ عددها اربع محطات وذلك بزيادة سعتها لتصبح سعتها 3200 امبير لكل قاطع لاستيعاب الزيادة في الاحمال كما انشئ نظام التيار المستمر "يو بي اس" لتغذية الاحمال المهمة في الحرم والتأكد من استمرارية الطاقة الكهربائية لهذه الاحمال عند خروج احد المصادر او حدوث عطل في احدى المحطات. كما تم انشاء محطتي تغذية رئيسيتين ولوحات توزيع تحمل نفس المواصفات للشبكة الموجودة لتوفير الطاقة الكهربائية للانارة والمراوح في ادوار التوسعة الجديدة اضافة الى انشاء محطتين في التوسعة لتغذية المعدات الميكانيكية التي تعمل على تكييف الهواء في المبنى وتم ربط الشبكة الكهربائية بنظام تحكم ومراقبة لتنظيم عملية التشغيل والمراقبة لجميع الاجهزة والمعدات وتوفير المعلومات المهمة عن وضع وحالة الاجهزة والمعدات الموجودة في الشبكة وقد روعي في تصميم التوسعة الجديدة تزويد البدروم والدورين الارضي والعلوي بنظام تبريد الهواء ونظام المراوح السقفية والحائطية الموزعة داخل اماكن الصلاة ومن اجل السعي الدائم لراحة الحجاج والعمار ادخلت في التوسعة الجديدة خدمة التكييف وتقرر تكييف التوسعة بالكامل وقد تمت الاستفادة من هذا المشروع عام 1414ه ويعد هذا المشروع من المشروعات العملاقة بالمقاييس الدولية حيث تبلغ الطاقة التبريدية للمرحلة الحالية اثنى عشر الف طن تبريد وينقسم المشروع الى جزءين.. الأول.. مرحلة توليد المياه المثلجة وتتم في مبنى خاص والمرحلة الثانية.. مرحلة تبريد الهواء وتتم في داخل مبنى التوسعة ويربط بين الموقعين نفق خدمات يحتوي على خطوط الامداد لمياه التكييف بطول ثمانمائة متر وصممت خصيصا لمشروع التوسعة ولا يوجد لها مثيل ويتكون المشروع من وحدات مناولة الهواء "التكييف" وعددها 110 وحدات موزعة في اربع مجموعات رئيسية وتعد هذه اكبر توسعة في تاريخ الحرم المكي الشريف حيث اصبحت مساحته الاجمالية 366168 مترا مربعا بدلا من 160168 مترا مربعا في السابق واصبحت الطاقة الاستيعابية للمسجد ومساحته 820000 الف مصل وتصل الى اكثر من مليون مصل اوقات الذروة وبهذه التوسعة اصبح عدد المآذن بالحرم المكي الشريف تسع مآذن بارتفاع تسعين مترا ويشتمل على 13 سلما ثابتا و7 سلالم كهربائية متحركة وقد بلغت التكاليف لهذه التوسعة اكثر من اربعة بلايين دولار. المسجد النبوي والتوسعات المسجد النبوي الشريف بُني و شارك في بنائه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قدم من مكة مهاجرا، ومنذ ذلك اليوم انطلقت رسالة الإسلام الخالدة إلى شتى بقاع الأرض من المدينةالمنورة ومن هذا المسجد الشريف تحديدا ، وتعاقب الاهتمام بالمسجد حيث قام بتوسعته الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، والخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ثم الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك ، ثم الخليفة العباسي المهدي بن المنصور ، و الملك الناصر لدين الله ، والخليفة المعتصم ، و الناصر محمد بن قلاوون ، والملك الأشرف برسباي ، و الملك جقمق ، و الملك قايتباي ، و الخلفاء العثمانيون سليم الثاني و عبد المجيد خان ، وغيرهم كثير ، ثم في عصر الدولة السعودية - أدامه الله - قام بتوسعته كل من الملك عبد العزيز و الملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله جميعا . وفي تاريخ 12/8/1368ه اعلن مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - عن عزمه في تنفيذ اول توسعة للمسجد النبوي الشريف ، ثم قام سمو ولي العهد الامير سعود بن عبدالعزيز نيابة عن والده الملك عبدالعزيز بوضع حجر الاساس في ربيع الاول عام 1372ه لتبدأ التوسعة السعودية والتي اضافت مساحة تقدر بحوالي (6064) مترا مربعا لتصبح المساحة الكلية بعد هذه الزيادة حوالي (16327) مترا مربعا، وعدد الاروقة (14) رواقاً وعدد الابواب (10) ابواب، وعدد المآذن (4) مآذن بارتفاعات (47.50) و(60) و(72) مترا، وعدد الاعمدة الجديدة (706)، وعدد القباب (170)، وبلغ عدد المصابيح (2427) مصباحا وبلغ مجموع ما انفق على هذا المشروع اكثر من خمسين مليون ريال . ثم تتابعت أعمال التوسعة السعودية بإضافات في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - والذي اضاف مساحة جديدة على مرحلتين بلغت مساحتها حوالي (550، 40) مترا مربعا وهي عبارة عن ارض خصصت بجوار المسجد وتم رصفها ونصبت فوقها مظلات وزودت بمكبرات الصوت والفرش والمراوح وذلك في عام 1393ه، كما أضاف الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - في عام 1397ه مساحة أخرى على شكل مظلات بلغت مساحتها 43 الف متر مربع. توسعة خادم الحرمين الشريفين تضمنت توسعة خادم الحرمين الشريفين إضافة للمسجد السابق - قبل التوسعة - مبنى جديداً يحيط ويتصل به من الشمال والشرق والغرب بمساحة قدرها حوالي 82000 متر مربع ، تستوعب حوالي 150000 مصل ، وبذلك تصبح المساحة الإجمالية للمسجد بعد التوسعة 98500 متر مربع تستوعب 180000 مصل ، وقد تمت الاستفادة من سطح التوسعة للصلاة بتغطيته بالرخام و بمساحة قدرها 67000 متر مربع تستوعب حوالي 90000 مصل ، وعليه فقد أصبح المسجد النبوي الشريف بعد التوسعة يستوعب أكثر من 270000مصل ضمن مساحة إجمالية معدة للصلاة تبلغ حوالي 165500متر مربع . وتضمنت أعمال التوسعة إنشاء قبو سفلي بمساحة المسجد لاستيعاب تجهيزات التكييف والتبريد والخدمات الأخرى بمساحة تبلغ 82000 متر مربع ، واشتمل المشروع على مساحات مكشوفة تحيط بالمسجد النبوي تبلغ حوالي 235000 متر مربع مكسوة بالرخام والجرانيت وفق أشكال هندسية بطرز إسلامية و ألوان متعددة جميلة ، ويقف فيها حوالي 151عمود إنارة معدنيا تم كساؤها بالجرانيت و الحجر الصناعي ، وهذه المساحات أيضا مخصصة للصلاة ، و تستوعب حوالي 430000 مصل في حالة استخدام كامل المساحة ، مما يجعل الطاقة الاستيعابية لكامل المسجد والساحات المحيطة به تزيد على 700000 مصل لتصل إلى مليون مصل في أوقات الذروة . تكاليف المشروع بلغت التكاليف الإجمالية لمشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد النبوي الشريف و عمارته حوالي 30 بليون ريال سعودي، علاوة على حوالي سبعة بلايين ونصف البليون ريال سعودي لأعمال الأنفاق وتحويل الخدمات والمرافق المعترضة لأعمال التوسعة بما في ذلك نزع الملكيات والطرق والخدمات للمنطقة المركزية ، كما روعي في العمارة الجديدة للمسجد النبوي الشريف أن تتناسب مع العمارة السعودية السابقة ومع عمارة المنطقة المركزية الجديدة ، كما روعيت إمكانية بناء دور ثان فوق التوسعة إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك مستقبلا .