فشلت، فى البداية، مهمة "الذهاب بجرأة إلى حيث لم يذهب إنسان من قبل" فى إقناع النقاد، ولكن "ستار تريك"، مسلسل الخيال العلمي المتواصل الذي جعل طاقم المركبة الفضائية "ستارشيب إنتربرايز" شهيرا، يكمل عامه الخمسين، يوم الخميس المقبل. "لن ينجح" ، هكذا قالت مجلة "فاريتي" الأميركية المتخصصة في مجال صناعة السينما في العالم، عن المسلسل الجديد آنذاك لشبكة "إن بي سي" مع إطلاقه في الثامن من سبتمبر عام 1966. وسحبت شبكة الإذاعة والتلفزيون الأميركية "إن بي سي" المسلسل في فبراير 1969 بعد 79 حلقة، لضعف نسب المشاهدة، ولكن بعدها بأشهر في يوليو من العام ذاته ارتفع الاهتمام العالمي بالفضاء بعد أول هبوط بشري فعلي على سطح القمر وتلا ذلك مزيد من التجسيدات ل"ستار تريك". وبمرور السنين جمع مسلسل "ستار تريك" الأصلي، المعجبين، من خلال عرضه دوليا وإعادة بثه في الولاياتالمتحدة. وجاء أول فيلم روائي طويل كامل عام 1979، على الرغم من استقباله بشكل فاتر، في أفضل الأحوال، من قبل النقاد. ولكن اليوم، وبعد ستة مسلسلات تلفزيونية بأكثر من 700 حلقة، وما يزيد على عشرة أفلام، صار ستار تريك قصة نجاح دولية مبهرة وله معجبوه المخلصون كمجموعة تعتنق ثقافة خاصة. يحب معجبو الفيلم صورة الكون التي يستحضرها، وتكشف بتفاؤل عن مجتمع ذي مستقبل أفضل. في ذروة الحرب الباردة، يعمل الكابتن جيمس تي كيرك الأميركي في جو من الثقة مع نظيره الملاح الروسي بافل تشيكوف. ووسط التوترات العرقية في الولاياتالمتحدة في ستينيات القرن الماضي، أعطيت الممثلة الأميركية من أصول إفريقية نيشيل نيكولز دور اللفتنانت أوهورا، ضابطة الاتصالات. ولعب الأميركي ذو الأصول اليابانية، جورج تاكي، دور سولو، زميلها وقائد الدفة لمركبة "إنتربرايز" الفضائية (التي تدور بها الأحداث وتستكشف الفضاء في أحداث المسلسل)، في وقت كانت فيه ذكريات زمن الحرب لاتزال قوية. وقال وليام شاتنر، الذي لعب دور كيرك، لصحيفة "يو إس ايه توداي" في مقابلة بمناسبة الذكرى ال50 إن مسلسل ستار تريك أعد وبني بشكل جيد ليعبر عن المستقبل. "لكنه في أفضل أحواله تعامل مع قضايا العصر". وسلط شاتنر الضوء على الطريقة التي تعامل بها المسلسل مع فكرة أن يعمل الناس والأمم والكواكب معا. وكان شاتنر أيضا مفتونا بالجوانب التقنية، وقال إنهم كثيرا ما تنبؤوا بدقة بالتطورات التي ستحدث لاحقا. فعلى سبيل المثال، أجهزة الاتصال التي ظهرت بالمسلسل المسماة "كومينيكاتور"، تذكر بشكل واضح بالهواتف الذكية (التي كانت حينها لم تظهر بعد). وفي مسلسل ستار تريك: ذا نكست جينيريشن (الجيل التالي)، الذي بث بين عامي 1987-1994، كان به أجهزة تشبه الحواسب اللوحية الموجودة اليوم، كما أن "الانتقال للأشخاص" عن طريق "نقلهم لاسلكيا" لا يزال في حيز الخيال العلمي، لكن الفكرة تستند إلى أسس علمية ويمكن أن تصبح حقيقة واقعة. ويمكن النظر إلى تفاؤل ستار تريك كقوة توازن مقابل سلسلة أفلام "حرب النجوم" ذات النظرة التشاؤمية، التي ظهرت للمرة الأولى في عام 1977. كان صانع سلسلة ستار تريك جين رودينبيري، له ميول سلمية، كما يقول ابنه رود في فيلم وثائقي بث مؤخرا على قناة هيستوري تشانل بعنوان "50 عاما على ستار تريك". وكطيار على قاذفة في الحرب العالمية الثانية، وشرطي في وقت لاحق، رأى رودينبيري أفضل وأسوأ ما في الإنسانية، وقال ابنه "أعتقد أن هذا ساعد حقا على تشكيل رأيه بهذا المستقبل الأفضل الذي ظهر في ستار تريك". كان رودينبيري، الذي توفي عام 1991، أعرب عن رغبته في إرسال رفاته إلى الفضاء، وفي عام 1997 تم إطلاق بعض من رماده في المدار في واحدة من أوائل الجنازات من نوعها. وفعلت السنون فعلها مع فريق العمل. فقد توفى ليونارد نيموي،أو السيد سبوك، الضابط العلمي في سفينة الفضاء إنتربرايز العام الماضي، في حين توفي أنتون يلتشين، الذي لعب دور بافل تشيخوف في أفلام ستار تريك اللاحقة، في يونيو الماضي. ومن المقرر أن يبث على الإنترنت العرض الأول لمسلسل سابع بعنوان "ستار تريك: ديسكفري" في يناير المقبل.