الجملة العظيمة تجعلك تريد أن تمضغها ببطء في فمك عند قراءتك لها لأول مرة، الجملة العظيمة تجبرك على التمرن عليها مرة بعد أخرى في أذن عقلك، على هذه الجملة أن تحمل تفردًا في الأسلوب، على كلماتها أن تأتي بترتيب لا يمكن لكاتب آخر أن يأتي بمثله. إليكم بهذا التوضيح من مقدمة صامويل جونسون لمعجم اللغة الإنجليزية (1755)، علينا أن ندرب أنفسنا على قراءة الجمل المعقدة كهذه الجملة، ولكن إن تمت قراءتها بطريقة جيدة وبصوت مسموع بواسطة ممثل أو شخص آخر يفهم الطريقة التي تؤدي بها هذه الجملة دورها داخل العمل، فإن قد تصل إلى الأذن بشكل أكثر سلاسة. "عندما نرى رجالًا يشيخون ويموتون عند سن معين مرة بعد أخرى، من قرن إلى آخر، فإننا نهزأ بالإكسير الذي يعدنا أن نعيش لألف سنة؛ وبعدالة مساوية قد يسخر المعجمي، والذي لم يستطع إنتاج أي مثال على شعب تمكن من حفظ كلماته وجمله من التحول، وقد يتخيل أن معجمه يستطيع تحنيط لغته، وحمايتها من الفساد والتآكل، وبمقدوره أن يحمي العالم مرة واحدة من الغرور والحماقة والتكلّف"، هذه جملة رفيعة في أسلوبها، ولكنها أيضًا مدفوعة بالحس الساخر تجاه غرور أماني الإنسان، إنها تتحرك بقوة دفع مشروطة تتراكم بعضها فوق بعض. الجملة الأولى في أي رواية تعمل كدعوة إلى عالم جديد، أحيانًا تكون هذه الدعوة قوية جدًا لدرجة تتحول فيها الجملة إلى حياة بمفردها. على سبيل المثال افتتاحية جورج أورويل لروايته 1984: "كان يومًا مشرقًا باردًا من إبريل، وكانت الساعات تشير إلى الثالثة عشرة"، هذه الجملة مبدئيًا ليست ممتعة، دقيقة الوصف، ولكن في نهاية الجملة يحقق أورويل هدفه، ويؤسس للطبيعة المختلفة لروايته التاريخية الواقعية المليئة بالاقتصاد والقوة. افتتاحية أخرى من رواية ويليام غيبسون نيورومانسر: "السماء فوق الميناء كانت بلون التلفزيون، موضوعة على قناة ميتة"، تبدو الاستعارة في البداية وهي تتحدث بطريقة فريدة ومباشرة إلى عالم تتشكل فيه صور جديدة من الإعلام والتأمل أصبحت تعرّف الوعي البشري، ومضي الزمن اقترح العديد من الأسئلة، أيًا يكن. بعض الكتّاب يمنحون كل جملهم هذه الوصفة السحرية من العظمة دون أن يرهقوا قرّاءهم، الكثير من القرّاء يشعرون أن جويس يفعل هذا، ولكن لطالما فضلت الجمال الذكي للجمل في روايته "أهالي دبلن" على جمله المتظاهرة في روايته الأشهر "أوليس": ورغم هذا كل جملة من هذه الجملة تبدو كقطعة فنية. ولكن الجمل المتخففة العظيمة -التي يكتبها غالبًا كتّاب القصص القصيرة ليديا ديڤس على سبيل المثال- قد تعيش لفترة أطول على الرف.