يرى أن لا تعارض بين العزف على آلة العود أو الإنشاد الديني، مؤكداً أن الإنشاد قالب من قوالب الموسيقى في العالم الشرقي. خليل المويل، الموسيقي السعودي البارع والذي بدأ العزف في سن متأخرة "الثلاثين"، يصر على أن أفضل طريق لتعلم الفن هي الدراسة، مشيراً لتجربته التي تنقلت بين الإنشاد الوجداني إلى العزف على آلة العود ومديناً في عزفه المتقن على آلة العود إلى أساتذة عود من العراق؛ حيث تمكن خلال عشرة أعوام فقط، أن يتحول إلى معلم للموسيقى ونظريات الأنغام والمقامات الشرقية. أمسيته الأخيرة في ملتقى "أقرأ" الإثرائي بالخبر، أدهشت الحضور وهو يعزف مقطوعات من مؤلفاته ومن أعمال أساتذته الذين تتلمذ في مدارسهم من سعد جواد صعوداً إلى منير بشير..الخ؛ طارحاً ذلك السؤال الهام حول كيف تحول "العود" من آلة تابعة للمغنين إلى بطل مطلق تؤلف له المقطوعات الخاصة ويظهر العازف به منفرداً على المسرح؟. هنا يتعرف الحضور على الموسيقي العراقي الشريف محيي الدين حيدر -أستاذ منير وجميل بشير-، هذا الاسم الغائب كلياً عن الجمهور والذي يعيد المويل طرحه والإشارة إلى مدرسته الشهيرة بالاعتناء بنقاوة ودقة العزف التي يؤكد الموسيقي السعودي إلى أنه ينتمي إليها. نفتقر للعازفين المثقفين موسيقياً وعن محيي الدين حيدر يقول المويل: "يعود له الفضل في البدايات التأسيسية للتأليف الموسيقي المستقل على آلة العود، كما يعود له الفضل في إعطاء آلة العود شخصية جديدة تعادل شخصية الآلات الغربية مثل آلة الكمان والتشللو وغيرها". منوهاً بالقدرات التقنية البارعة للشريف حيدر في الاعتناء بالعزف الذي وصفه المويل "بالنظيف"؛ مذكراً بأن حيدر هو مؤسس معهد الدراسات النغمية ببغداد عام 1936. ولكن كيف تعلم المويل العزف وفق مدرسة محيي الدين حيدر الذي رحل قبل عقود؟. يجيب: "على يد أساتذة آلة العود الذين أرشدوه لهذه المدرسة وهم: سعد محمود جواد وسالم عبدالكريم وخالد محمد علي"، مشيراً إلى أنه استفاد أيضاً من الدراسة الأكاديمية في المعهد الروسي بالبحرين حيث تعلم هناك نظريات الموسيقى الغربية والعزف على آلة البيانو. ولكن كيف تمكن المويل من العزف بهذه الدقة والتكنيك، يجب كاشفاً: "النقاوة تأتي من التمرين المستمر، زد على ذلك، الاختيار الموفق للمدرسة الموسيقية". مشيراً إلى أنه استفاد من مدرسيه كثيراً، مضيفاً: "تعلمت من سعد جواد التقنية العالية في العزف ومع خالد محمد علي توسعت مداركي تجاه أفق الروح والتأمل في العزف". موضحاً أن هؤلاء الأساتذة وجهوه للطريق الأصح في فن العزف على آلة العود. وعن واقع عزف آلة العود في منطقة الخليج العربي، يجيب المويل معلقاً: "مشكلتنا أننا نفتقر للعازفين المثقفين موسيقياً". فالعزف بالنسبة للمويل ليس مجرد سماع أغنية أو لحن وعزفه، بل ثمة ما هو أبعد من ذلك.