استعادت امرأة عانت من الشلل لمدة 13 عاما قدرتها على المشي مرة أخرى بفضل برامج "تدريب الدماغ" التي أعادت الشعور والإحساس في ساقيها. المرأة البالغة من العمر 32 عاماً واحدة من ثمانية أشخاص عانوا من إصابات في الحبل الشوكي وقد تحسنت حالتهم من الشلل الكامل إلى الشلل الجزئي بعد إخضاعهم لهذه البرامج. واظهرت النتائج السريرية "المدهشة" لمشروع "سر مجدداً" في ساو باولو بالبرازيل استعادة المرضى لبعض الإحساس والسيطرة على عضلات أرجلهم. ويعتقد العلماء أن ذلك قد يمنح الأمل للأشخاص الذين عانوا من إصابات الحبل الشوكي، والسكتات الدماغية وغيرها من الحالات التي يحتاجون فيها إلى استعادة قوتهم وقدراتهم على الحركة والاستقلالية. وقام العلماء بقيادة الدكتور ميغيل نيكوليلس من جامعة ديوك بولاية نورث كارولينا باستخدام نظام الواقع الافتراضي الذي يعمل بالتوافق مع نشاط دماغ المريض. وقد أمضى المرضى الثمانية ساعتين على الأقل أسبوعيا في استخدام أجهزة يتم التحكم فيها من خلال إشارات الدماغ. وتم تعليم المرضى الثمانية كيفية تشغيل صورهم الرمزية أو أشباههم الرقميين في لعب كرة القدم في بيئة الواقع الافتراضي. وارتدى المرضى قلنسوات مزودة ب 11 قطباً كهربائياً لتسجيل نشاط أدمغتهم. وقد طلب من المرضى أن يتخيلوا أنفسهم وهم يمشون في العالم الافتراضي، وبدا أن التدريب أعاد تمثيل الأطراف السفلية في أدمغة المرضى، وفقاً لنيكوليلس. وقال نيكوليلس إن العلاج اجبر المرضى على خلق صور ذهنية للحركة وكلما تحركوا كلما استخدمت أجسادهم الأعصاب الحية التي أصبحت خاملة بسبب الإهمال. وتم رصد بوادر الأمل الأولى عند بعض المرضى بعد سبعة أشهر ولكن كانت الاستجابة والسيطرة على العضلات التي أبلغ عنها أربعة من المرضى قوية جدا بعد عام من التدريب مما سمح لأطبائهم بترقية تشخيص حالاتهم من الشلل الكامل إلى الجزئي. ومن بين الذين شاركوا في تدريب إعادة التأهيل، خمسة أشخاص أصيبوا بالشلل لمدة خمس سنوات على الأقل في حين أن اثنين آخرين كانا يعانيان من الشلل لأكثر من عقد من الزمان.أما المرأة ذات الاثنين وثلاثين عاماً والتي لم يكشف عن اسمها، فقد شهدت تغييرات دراماتيكية. تحسنت حالتها من عدم القدرة على الوقوف لتكون قادرة على المشي باستخدام مشاية وحمالات ومساعدة من طبيبها المعالج. وفي غضون 13 شهراً كانت المريضة قادرة على تحريك ساقيها بصورة إرادية بينما عملت الحمالات على حمل وزن جسمها. وقال نيكوليلس أن إحدى الدراسات السابقة أظهرت أن نسبة كبيرة من المرضى الذين تم تشخيص حالاتهم بالشلل الكامل كانت لا تزال لديهم بعض الأعصاب في العمود الفقري سليمة. وأضاف نيكوليلس"هذه الأعصاب قد تبقى ساكنة لعدة سنوات بسبب عدم وجود إشارة من قشرة الدماغ إلى العضلات. مع مرور الوقت، والتدريب يمكن تنشيط هذه الأعصاب". وقال نيكوليلس"قد يكون هناك عدد قليل من الألياف لا تزال تؤدي وظيفتها، وقد يكون هذا كافيا لنقل الإشارات من المنطقة القشرية الحركية في الدماغ إلى الحبل الشوكي". وكان واحدا من أكبر المكاسب هو التحسن في سيطرة المرضى على حركة المثانة والأمعاء.