نشر موقع «بي بي سي» تقريراً حول نجاح تجربة أجراها باحثون أميركيون في جامعة كاليفورنيا على رجل مصاب بالشلل، تمكّن من السير خطوات قصيرة باستخدام جهاز يقرأ إشارات الدماغ. وتشكل هذه التجربة جزءاً من دراسة يجريها الباحثون قد تمكّن المصابين بالشلل من الحركة في المستقبل. وذكرت الدراسة الأميركية، التي نشرت نتائجها مجلة «الهندسة العصبية والتأهيل»، أن جهاز الرسم الكهربائي للدماغ (اي اي جي) يستقبل موجات الدماغ ويترجمتها إلى أوامر ويرسلها على شكل نبضات عصبية إلى عضلات الساقين. وقال العلماء إنه «على رغم أن إصابة الحبل الشوكي تمنع تدفق الرسائل من الدماغ وصولاً إلى عضلات الساق، إلا أن الدماغ لم يفقد قدرته على إرسال الرسائل، والساقان لم يفقدا قدرتهما على استقبالها، ويعمل الجهاز وسيطاً للالتفاف على الإصابة في النخاع الشوكي، لتمرير الرسائل الدماغية إلى الساقين». ويعمل الجهاز من طريق قراءة نشاط الدماغ بواسطة خوذة يعتمرها المريض مزودة بأقطاب متصلة بعضلات الساقين، وعندما يفكر المريض في المشي، يقوم الجهاز بإرسال نبضات عصبية تحفز العضلات لتتحرك بالتناوب بين الساق اليمنى واليسرى، إلى أن يتوقف عن التفكير في المشي. وكان تدريبه المبدئي للتحكم في حركة شخص افتراضي في لعبة الكترونية. وقال أحد المشاركين في الدراسة، الدكتور آن دو، إن التجربة أظهرت «إمكان استعادة المشي بعد إصابة كاملة في النخاع الشوكي». وأضاف أن «هذا النظام المستخدم لتحفيز عضلات الساق وسيلة واعدة، ويُعدّ متقدماً بالنسبة لنظام المشي لدينا، ويستخدم الواقع الافتراضي أو الهيكل الخارجي الروبوتي». وقال الدكتور في «جمعية أبحاث العمود الفقري»، مارك بيكون، إنه «دراسة في مراحلها الأولى ومثيرة للاهتمام». وأوضح أن «ما يجعلها مثيرة للاهتمام هو الخروج عن حقل السائد في نمط المشي، وذلك من طريق تفعيل عضلات الجزء السفلي في المشي». وتابع أنه «في هذا الخصوص نجح القائمون على الدراسة، إلا أن المشي المستقل على الأرض ما زال بعيداً بعض الشيء لأسباب منها مسألة التوازن والتي لم تعالج بعد».