في تجربة مشرفة عشتها خلال العمل الحكومي لمدة تجاوزت 30 عاما وجدت أن العلاقة الإنسانية بين الرئيس ومرؤوسه تتألق في حال بحث الأول عما يسعد الثاني في حياته الوظيفية وبالذات ان كان المرؤوس من ذوي الطموح حيث تسخير كل الإمكانات له لتحقيق طموحه يجعل منه قائدا من قادة المستقبل في ميدانه الذي تخصص به ولكي أكون أقرب وضوحا للقارئ وأنا أسوق هذه التجربة من باب نقل الفائدة. فإنه يزيدني شرفا عندما أشير لبعض أسماء من عملت معهم وهم اليوم على سدة القيادة الادارية سواء في المجال العسكري أو المدني أو حتى في القطاع الخاص كثر لا يتسع المجال لذكرهم نموذج وطني يعكس كيف هي بيئة العمل الحكومي ولادة لمديرين جدد في حال إبراز هذا الجانب بهم من خلال فتح الباب على مصراعيه لموظف رغب استكمال تحصيله العلمي أو الالتحاق بدورات تأهيلية أو حتى بتكليفه بعمل يناسب ويتناسب مع قدراته. والعكس صحيح عندما يعمد المدير على مركزية الأداء ويتعمد اما بإيجاد بيئة طاردة للموظف الكفؤ أو بإيجاد بيئة لا تقبل ولا تستقبل مثل هذا الموظف فمن المؤكد أن تلك البيئة تعد معوقا من معوقات الأداء الوظيفي على مستوى الوطن لكونها لم تكن مصنع إنتاج لفكر إداري يكمن في بزوغ قيادات ادراية مستقبلية والسبب هو فكر من يتربع حاليا على عرش القيادة ذاك الذي عشق الأنا إما لعدم ثقته في زملائه أو لخوف يعتريه على منصبه أو لتيسير وتسيير مصالحه الشخصية بعيدا عن أنظار موظفيه.. وهو الخطأ الذي جاء لنا بشح القيادات أو بهجرتها نحو القطاع الخاص او نحو جهات أجنبية قد لا تخدم اجندتها مصالح الوطن العليا ذات الأبعاد المختلفة سياسية كانت أم أقتصادية أو تعليمية أو إعلامية.. فهل هناك من إعادة نظر بمتطلبات وضوابط المدير الناجح. مثل السؤال عنه ماذا قدم لوطنه ومجتمعه وبالذات في ميدان صناعة المديرين والقادة.