يرتبط فصل الصيف عادة بالأجواء الحارة والتوتر، وخاصة إذا كان الجو مشبعاً بالرطوبة. لقد قتل فصل الشتاء الكثير من الجنود، وخاصة في معركة الامبراطور نابليون بونابرت ضد روسيا، وسمي ذلك الفصل الجنرال الروسي شتاء. أما الجنرال صيف فقد قتل في بعض الدول أكثر مما تقتل الظواهر الطبيعية الأخرى مثل البراكين والزلازل في بعض الدول. ففي عام 1880م توفي في الولاياتالمتحدة حوالي عشرة الاف شخص بسبب موجة حر شديدة اجتاحت بعض الولايات.. وفي صيف 2003م أدت درجات الحرارة الشديدة والمستمرة لأسبوعين إلى وفاة حوالي 15 الف شخص في أحياء مدينة باريس اغلبهم من المسنين. وترتفع درجات الحرارة في المملكة ودول الخليج هذه الأيام إلى أرقام عالية، وصلت في الكويت إلى 54 درجة مئوية. أما في الرياض وبعض المدن الأخرى فهي تلامس ال 50 درجه مئوية في الظل وربما تصل إلى اكثر من 60 درجة مئوية في الشمس. وفي الصيف عند ارتفاع درجة الحرارة، يتفاعل جسم الانسان مع ذلك بضخ كميات اكبر من الدم إلى سطح الجلد، وذلك حتى يتم طرد حرارة الجسم الداخلية إلى السطح، وهو ما يؤدي إلى حدوث التعرق. أما إذا كانت درجة حرارة الجلد أعلى من حرارة الجو حول الجسم، فإن بإمكانه ان يخرج بعض الحرارة إلى البيئة المحيطة به، وهو ما يعرف باسم الفقدان الجاف للحرارة. ولكن ذلك لا يحدث في الأجواء المناخية الحارة والجافة مثل الرياض مثلا، حيث يصبح الجسم معتمداً بشكل كبير على إفرازه من العرق. وإذا ارتفعت درجة الحرارة لتصل إلى 39 درجة مئوية فإن الدماغ يقوم بإرسال إشارات إلى العضلات حتى تبطئ من حركتها، وهو ما يجعل الانسان يشعر بالإعياء والتعب، وعند ارتفاع درجة حرارة الجسم 40 إلى41 درجة مئوية، فإن من المحتمل أن يصاب الجسم بالإعياء الحراري، وإذا ما ارتفعت درجة الحرارة عن 41 درجة مئوية، فإن وظائف الجسم تبدأ في التوقف. ويبدأ الارتفاع في درجات الحرارة في التأثير على العمليات الكيميائية داخل الجسم، وتبدأ الخلايا داخل الجسم في التدهور مع خطورة أن يعتري الفشل عدداً من أعضاء الجسم. ويحتاج الشخص الذي أصيب بضربة الحر، والتي قد تحدث في درجات حرارة تزيد على 40 درجة مئوية، إلى مساعدة صحية عاجلة. وإذا لم تتم معالجته فإن فرص نجاته قد تكون ضعيفة جداً. إن الجنرال صيف يمنع الناس من البقاء طويلا في الشمس أو تحمل الحرارة لفترات طويلة. ولابد من ارتداء ملابس قطنية فضفاضة تغطي أكبر قدر من جسم الانسان، وارتداء غطاء أو غترة للرأس، واستخدام الكريمات الواقية من أشعة الشمس الحارقة. ومن أجل مقاومة حرارة الصيف، لابد من تناول كمية كافية من المياه يومياً، والإكثار من تناول الخضار والفواكه والمرطبات التي تحتوي على الفيتامينات، وخاصة فيتامين سي، وعدم الإكثار من الكافيين الموجود في القهوة لأنها تسبب جفاف البشرة.