الشيخ حسن المشاري رحمه الله رحمك الله يا شيخ حسن المشاري، لقد كنت مثالاً رائعاً للوفاء والإخلاص والنزاهة، وقد كنت نعم الوزير والمسؤول الذي لا يترك كبيرة ولا صغيرة إلا أنجزها ووضعها في مكانها المناسب. لقد صحبت معاليه سنوات عديدة عندما كان وزيراً للزراعة، وقد كنت بجانبه في حله وترحاله، ولم أر فيه إلا الاخلاص في عمله دون أن يلتفت يميناً أو شمالاً إلى أية أمور أخرى قد تصده عن سرعة الإنجاز ووضع كل قضية في محلها المناسب. لقد كان رحمه الله تعالى يقوم بزيارة أقسام الوزارة ليتأكد بنفسه بأن كل قسم يقوم بالواجب الذي هو مسؤول عنه، وعند سفره للمؤتمرات أو المعارض الدولية الخاصة بشؤون الزراعة والمياه، كان دائم التركيز على ما جاء من أجله، وكثيراً ما يحثنا على متابعة كل الموضوعات التي أتينا من أجلها. لقد كان رحمه الله لا يذهب لا ليلاً ولا نهاراً إلا للأمور التي تخص الزراعة والمياه، وقد كان وفياً مع كل من له علاقة شخصية به أو كان موظفاً بالوزارة وكان رحمه الله يقوم بمساعدة أي شخص يطلب منه هذه المساعدة. وأريد أن أختم بالترحم عليه وأريد أيضاً أن أكرر كلمته المأثورة عندما سأله أحد عارفيه عن زواره من الأصدقاء بعد تركه الوزارة، قال: أما أصحاب الوظيفة فقد ذهبوا معها، وأما أصحابي الحقيقيون فإنني أراهم ويرونني. رحمك الله يا شيخ حسن وفي جنة الخلد إن شاء الله تعالى. هذه كلمة مختصرة عن معالي شيخنا وإن كانت سيرته الحميدة تستحق مجلداً لا مقالة مختصرة، فرحمه الله رحمة واسعة وعفا عنه.