التدخلات الإيرانية الفاضحة في الشأن العربي لابد من كبح جماحها عند حدها، فهي قد تجاوزت الخطوط الحمراء لتنفيذ سياسات توسعية من أجل إعادة ماضي الإمبراطورية الفارسية وتنفيذ مخطط (الهلال الشيعي) في محاولات يائسة بائسة لأحداث خرق في منظومة الأمن القومي العربي. يوم أمس بدأت في المنامة أعمال المنتدى العربي لحقوق الإنسان وتم تدشين المبادرة العربية الخليجية البرلمانية لمواجهة التهديدات الإيرانية من أجل مناقشة التدخلات الإيرانية في الدول العربية وتأثيراتها الحالية والمستقبلية، والعمل على وضع تصور لاستراتيجية وطنية وقومية، وتشكيل لجنة خبراء لمتابعة تطوير وتنفيذ تلك الاستراتيجية، وهذا في حد ذاته عمل في الاتجاه الصحيح، فلابد لمنظمات المجتمع المدني أن تلعب دورا مسؤولا لمجابهة التدخلات الإيرانية كونها تمس المواطن العربي في المقام الأول بحاضره ومستقبله، فإيران دائما ما سعت لخلق وتعزيز الصراعات الطائفية في العراق ولبنان وسورية واليمن، وإصرارها على تقويض الأمن والاستقرار في دول عربية عدة، لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي. إضافة إلى دعمها واحتضانها للتنظيمات الإرهابية، مما أثر سلبا على الأمن القومي والإنساني العربي، واستغلالها ظروف عدم الاستقرار التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة. المؤسف والغريب في الأمر أن تجد إيران من أبناء الدول العربية التي تحاول أن تجعلها تدور في فلكها من يعاونها في تنفيذ مخططاتها، جاعلين من أنفسهم أحفادا شرعيين لأبي رغال المعروف في التاريخ العربي بخيانته قومه بأن دل جيش أبرهة الحبشي على مكان الكعبة وكان أناس قبله رفضوا أن يكونوا أدلاء لجيش عدو، وكان للعرب قبل الإسلام شعيرة تتمثل في رجم قبر أبي رغال بعد الحج، وظلت هذه الشعيرة في الفترة بين غزو أبرهة عام الفيل وحتى ظهور الإسلام. من تعامل مع إيران واحتمى بها وائتمر بأمرها لتنفذ مخططاتها أن يكون المطية التي يركبون سيكون له مصير أبي رغال بكل تأكيد، فإن تقف مع العدو ضد أبناء قومك معتقدا أنك ستصل إلى مبتغاك من خلالهم فأنت واهم، فحتى العدو لايحترم من يخون قومه ولايثق به بل الأدهى أنه يتخلص منه بعد أن يؤدي دوره، والتاريخ شاهد أكبر على ذلك.