يومًا بعد يوم يزداد تدخُّل إيران في شؤون جيرانها في البلاد العربيةَّ وبخاصَّة دول الخليج العربي، وذلك عن طريق دعم الثَّورات وتصديرها إلى تلك البلدان، وإدارة توجهها في كل بلد، يساعدها في ذلك الإعلام المسيَّس القائم على تنفيذ المد الصَّفوي، وإشاعتها، واستغلال كل وسائل التأثير الإعلاميَّة لبسط أفكارها، وتوجُّهاتها القائمة على التَّدخُّل الممقوت في شؤون البلاد العربيَّة. فبالأمس القريب اتخذ الفكر الصَّفوي منحىً ليس بالغريب حين سخَّر ساسته ومفكريه وإعلامه للتدخُّل الممجوج والمقيت في شؤون دولة خليجية ذات سيادة وهي البحرين، وهو أمر ينافي جميع الأعراف الدُّولية، والعلاقات السياسيَّة، والمبادئ والمثل الأخلاقية والإنسانيَّة. فبأي حقٍّ تسمح إيران لنفسها بالتدخل في شؤون دولة ذات سيادة؟ أليست هذه صفاقة، بل تفاهة لا يقبل عليها العقلاء. والأدهى من ذلك أنَّها تمادت في ذلك حين تدخَّلت في قرارات مجلس التعاون الخليجي الذي نادى بمساعدة (درع الجزيرة) لدولة البحرين لبسط الأمن والاستقرار في ربوعها، وكأن الأمر يعنيها أو يخص شؤونها الداخلية، متجاهلة حقوق الدول والأعراف المتفق عليها وحقوق الجوار كذلك، بل لقد ذهبت لما هو أبعد من ذلك حين نادت أبواقها ونعقت زبانيتها بأن المملكة العربية السعودية قد احتلت دولة البحرين!!!! فأي أذىً لحق دول الخليج العربي والدول العربية مجتمعة من هذه التصرفات الإيرانية الرعناء والحماقات المتكررة تجاه بلدان المنطقة. إن المد الصفوي الذي يعتمد على التدخل في شؤون الدول، وتصدير الثورات أمر لا ينبغي السكوت عليه أو تجاهله بأي طريقة كانت، بل يجب مجابهته والتصدي له، وبيان بطلان الافتراءات النكراء، والأقاويل الباطلة الذي يرددها أولئك الصفويون الساعون إلى طريق الفتنة، وزرع الشحناء، وإفساد العلاقات بين الشعوب، وبسط نفوذهم ومآربهم المقيتة التي تزرع الفتنة وفي كل مكان كما زرعتها في لبنان حين غرست (حزب الله) في خاصرة لبنان، فأصبح حكومة مستقلة تصارع وتقارع الحكومة الشرعية، وهو ما تهدف إيران إلى زراعته في كل بلد عربي من أجل الهيمنة والسيطرة والاستكبار!!! الأمر الذي يحتاج إلى وقفة حازمة أمام ذلك الزحف الصفوي الذي غدا يسير بلا تفكير ولا عقل نحو الفتن والقلاقل، وتصدير الثورات، وتصعيد المواقف، والتدخل الأحمق في شؤون الدول، ومحاولة زعزعة أمنها، واستقرارها بحجة التذرع بأسباب واهية ومغالطاتٍ لا يقبلها العقل، لأهداف سياسية وتوسعية يهدف من خلالها الصفويون إلى تحقيق مآربهم ومخططاتهم نحو الانتشار الجغرافي لبسط نفوذهم في الوطن العربي عن طريق زعزعة أمنه واستقراره لتحقيق أهدافهم المقيتة ونياتهم السيئة وأحلامهم العاثرة نحو إقامة (الإمبراطورية) المزعومة. والله المستعان.