ذكر رئيس فرع منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة "يونيسف" في ألمانيا كريستيان شنايدر أن الحرب في سورية تُدار بوحشية متزايدة. وقال شنايدر في تصريحات لصحيفة "راين-نيكار-تسايتونج" الألمانية الصادرة أمس "تحدث جرائم حرب بضراوة تحبس الأنفاس.. عقب استمرار الحرب لخمسة أعوام يبدو أنه تم تخطي كافة الخطوط الحمراء، ما خلف عواقب وخيمة على المدنيين، خاصة الأطفال". وذكر شنايدر أن الأطفال في سورية يعانون من خوف شديد وشقاء، مضيفا أن كثيرا منهم قُتل. جاء ذلك بعد أن حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري النظام السوري وحليفته روسيا والفصائل المعارضة على ضبط النفس في المعارك الدائرة في هذا البلد ولا سيما في مدينة حلب (شمال)، في ظل الامل الضئيل في الخروج من الأزمة. وألمح كيري إلى فشل مشروع العملية السياسية الانتقالية الذي كانت المجموعة الدولية لدعم سوريا حددت موعده في الأول من أغسطس. اليونيسف: الحرب فى سورية تدار بوحشية متزايدة وقال خلال مؤتمر صحافي "من الضروري أن توقف روسيا ونظام (الرئيس السوري بشار) الأسد الهجمات، كما هو من مسؤوليتنا حض المعارضة على الا تكون طرفا في هذه العمليات". وكان الاول من اغسطس الموعد الذي حددته الدول الكبرى والاقليمية والاممالمتحدة المجتمعة في اطار المجموعة الدولية لدعم سوريا، لبدء عملية سياسية انتقالية بين نظام بشار الاسد ومجموعات المعارضة. وتنص خارطة الطريق التي تتبعها الاممالمتحدة في المفاوضات حول سوريا، على انتقال سياسي خلال ستة أشهر اعتبارا من اغسطس، وصياغة دستور جديد، واجراء انتخابات خلال 18 شهرا. وقال كيري "حدد هذا التاريخ في سياق التوافق على ان الاطراف المعنية ستتمكن من الحضور الى المباحثات وستباشر التفاوض على الفور". واضاف "لكن بسبب الهجمات المستمرة التي يشنها نظام الاسد وجدت المعارضة نفسها عاجزة عن الحضور الى جنيف للمشاركة في المفاوضات في حال لم تتوقف المواجهات". ميدانياً، حققت قوات النظام السوري بغطاء جوي روسي تقدما جديدا على حساب الفصائل المقاتلة في جنوب غرب مدينة حلب لتخسر الاخيرة مناطق كانت سيطرت عليها قبل ايام معدودة. واثر هجوم شنته وهدفه فك الحصار عن الاحياء الشرقية لمدينة حلب، تمكنت الفصائل المقاتلة من السيطرة على مواقع عدة جنوب غرب المدينة الا انها سرعان ما خسرت عددا منها نتيجة الرد العنيف من قوات النظام المدعومة بطائرات حربية روسية. وافاد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أمس عن سيطرة قوات النظام خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية على "تلتين وقريتين عند الاطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب بغطاء جوي روسي كثيف". وقال عبد الرحمن "شنت قوات النظام هجوما مضادا لامتصاص الهجمة العنيفة التي نفذها مقاتلو الفصائل"، مضيفا "لم يحقق هجوم الفصائل المعارضة حتى الآن النتائج التي كانت متوقعة في هذه المرحلة". ونقل مراسلون في الاحياء الشرقية لحلب ان اصوات الاشتباكات والقصف كانت مسموعة طوال الليل في تلك المناطق التي تعرضت صباحا ايضا لغارات جوية تضمنها براميل متفجرة. وتدور منذ الاحد معارك عنيفة بين قوات النظام وحلفائها من جهة والفصائل المعارضة والمقاتلة وبينها تنظيم فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) من جهة اخرى جنوب غرب حلب، اثر هجوم شنته الاخيرة بهدف فك الحصار على الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرتها في المدينة. ويسعى مقاتلو الفصائل من خلال هجومهم الاخير الى استعادة السيطرة على حي الراموسة الواقع على الاطراف الجنوبية الغربية لحلب، ما سيمكنهم من فتح طريق امداد نحو الاحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطع طريق امداد رئيسي لقوات النظام والمدنيين في الاحياء الغربية من حلب من جهة اخرى. وكتب موقع المصدر الالكتروني المقرب من الحكومة السورية "بعد معركة طويلة وقاسية" تراجعت الفصائل المقاتلة ليصبح "الجيش السوري مسيطرا بشكل كامل على منطقة الراموسة". ونتيجة الغطاء الروسي الكثيف، لم تتمكن الفصائل المقاتلة من تثبيت مواقعها وفق عبد الرحمن الذي اشار الى انها لا تزال تسيطر على اربع تلال استراتيجية وقرية صغيرة ومدرسة. وخلال زيارة الى دمشق، قال رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي في تصريح للصحافيين عقب لقائه رئيسة مجلس الشعب السوري بحسب الترجمة من الفارسية الى العربية ان "الانتصارات التي سطرها هذا الجيش (السوري) وخاصة في حلب تبشر بالنصر الكبير ان شاء الله ". واسفرت قذائف اطلقتها الفصائل المعارضة بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء على احياء واقعة تحت سيطرة قوات النظام في جنوب غرب حلب عن مقتل "عشرة مدنيين بينهم اربعة اطفال" وفق المرصد، وبذلك تصل حصيلة القتلى جراء قصف الفصائل المعارضة للاحياء الغربية منذ الاحد الى 40 مدنيا. وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية وتحاصر الاحياء الشرقية بالكامل منذ 17 يوليو. واثار حصار الاحياء الشرقية المخاوف من حدوث ازمة انسانية لنحو 250 الف شخص محاصرين هناك، واعلنت الاسبوع الماضي فتح "ممرات انسانية" من الاحياء الشرقية امام المدنيين والمسلحين الراغبين بالمغادرة. ووصفت 35 منظمة غير حكومية بينها اوكسفام و"سايف ذي تشيلدرن" في بيان المبادرة الروسية بانها "معيبة للغاية".