تستهويني الرسائل الاتصالية ذات التأثير البصري، تلك التي تنتهج الصور المتقنة أساسا في إقناع المتلقي بالمضمون. صور باذخة الجذب والالوان مع كلمات معدودة ذات صياغات مبتكرة تهدف الى خلق حالة من المدركات أو الانطباعات الإيجابية عن هدف الاتصال الإعلاني. أشهر رسائل الاتصال الإعلاني تلك التي تهدف لتسويق المنتجات الغذائية أو السلع الاستهلاكية وغالبا ما تكون موجهة لربات البيوت أو فئة اليافعين والأطفال، بينما هناك رسائل اتصال في ظاهرها تعريف بنشاطات المُعلن لكنها تُبطن أهدافا ذات أبعاد سياسية أو تحقيق مكاسب اقتصادية أكثر من المطلوب في بعض الأحيان. مُخادعةٌ هذه الأخيرة وغالبا ما تحقق أهدافها الاتصالية وتنطلي أحابيلها على الشرائح المستهدفة مهما تحصّنت أو ساورتها الشكوك. ينتقي المُعلن بواسطة شركات الدعاية والعلاقات العامّة صورة أو مجموعة من الصور ذات التأثير النفسي الإيجابي على المتلقي مع تكريس تلك الرسالة الاتصالية بنص اعلاني يدغدغ المشاعر في معظم الأحايين. سأورد مثلا لذلك الاتصال ما تقوم به الشركات الأجنبية متعددة الجنسيات التي لها فروع في بلادنا من اعلان عن حرصها على تدريب وتوظيف الكوادر البشرية الوطنية فتضع صورة لنشاطاتها المتخصصة تحوي (أي الصورة) شخوصا ذات سحنات محلية وغالبا من أصحاب البشرة الداكنة (حسب رؤية الأجنبي لنا). ففي اعلان لشركة عالمية شهيرة في صناعة الطيران تُظهر الصورة المنتقاة بعناية شخصا يرتدي لباس العمل الأزرق (أوفر أول) في أوضاع متعددة أحدها وهو يمسك بمفك ما يعطي انطباعا باحترافيته التقنية. يحوي ذلك الاتصال الإعلاني نصا قصيرا يقول " شراكة ترتقي الى الريادة". الإيحاء المخادع لذلك الإعلان يقول بأننا شركاء معهم بما في ذلك توظيف ابنائنا وإتاحة الفرص لهم للريادة في تلك الصنعة وبهذا يصطادون أكثر من عصفور قد يكون أحد هذه العصافير هيئة الاستثمار العامة أو وزارة العمل أو السياسي وغيرهم من الجهات المعنية. قبل أن أضع النقطة في نهاية هذا السطر أقول احذروا خداع الصورة في مثل هذا الاتصال الإعلاني.