رغم كل نسب المشاهدة العالية التي وجدها مسلسل "سيلفي" في شهر رمضان المنصرم إلا أنه جاء باهتاً ورتيباً في أغلب حلقاته، ولم يقدم سوى حلقة أو اثنتين فقط يمكن وصفهما بالجيدة، على الأقل من ناحية فكرتيهما المثيرتين، أما بقية الحلقات فقد وضح فيهما ضعف السيناريو وهشاشة المعالجة وانعدام المنطق الدرامي، إلى جانب الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها المخرج أوس الشرقي على مستوى الصورة. الفنان المبدع ناصر القصبي أدى في "سيلفي" العديد من الشخصيات المختلفة والمتنوعة في ظاهرها لكنها في حقيقة الأمر شخصية واحدة بتعابير واحدة وحركات متطابقة حتى تقاسيم الوجه هي نفسها تقريباً في كل شخصية من شخصياته، وهذا من علامات الضعف في المسلسل والتي تعبر عن عدم جدية في الإنتاج. هذا الضعف الواضح في البنية الأساسية للعمل جعله عملاً عادياً لا نكهة له، حتى في الحلقات التي أراد القائمون عليه أن تكون مميزة مثل حلقة "على مذهبك" أو حلقة "نسف" أو "تحت الرماد" حفلت بالعديد من الهفوات والأخطاء الواضحة. ورغم وضوح هذه الأخطاء إلا أن كاريزما الفنان ناصر القصبي تمكنت من إنقاذ العمل وسترت عيوبه وحققت له نجاحاً كاسحاً في الموسم الرمضاني، فكانت هالته كافية لإيهام المشاهدين بقوة العمل، ولو تم نزع هذه الهالة لزال تأثير القصبي ولاتضحت القيمة الحقيقية للعمل. النجم ناصر القصبي ما يزال في داخله الكثير من الإبداع الذي لم يقدمه حتى الآن، وما ظهر في "سيلفي" لا يقترب من حجم الموهبة التي يمتلكها. وهو مطالب أن ينهي مشواره الكبير بعمل يليق بمكانته وموهبته، عمل يؤرخ لتاريخ فني حقيقي بدلاً من أعمال ارتجالية تعاني من الضعف ولا تضيف له أي جديد.