عاد الممثل ناصر القصبي لملامسة مشاكل المجتمع والتطرق إليها من خلال مسلسله "سيلفي"، وبات يحصد المشاهدين من الخليج والسعودية، خاصة بعد أن كانت مسلسلاته السابقة خالية من هذا الطرح، وأفقدته جزءا كبيرا من جماهيريته. "سيلفي" هو الاسم الذي فضله القائمون على المسلسل، ربما لنرى أنفسنا في تلك الصورة التي نلتقطها ونعرف أخطاءنا ونحاول أن نصوبها، أظهر اهتمامه البالغ بقضايا المجتمع والاستناد عليها في رسم السيناريو وتطبيقه مع ممثلين مبعدين، ما دفع الكثير من النقاد إلى الحديث عن هذا المسلسل بل إن البعض منهم عاد بنا إلى مسلسل "طاش ما طاش" وذكروا أن نجاحه بشكل كبير اعتمد على ناصر القصبي فقط. كل يوم تعرض حلقة من حلقات مسلسل "سيلفي" وتناقش مشكلة من مشاكل المجتمع يرافق ذلك جرأة في الطرح والأفكار الجديدة، إضافة للابتعاد عن التكلف في المشاهد والحضور الكثيف للفنانين في الحلقة الواحدة. ما بين الحلقة الأولى والثامنة كشف القصبي عددا من القضايا التي تهم المجتمع وجسد شخصيات لاقت رواجا في الساحة الفنية ومواقع التواصل واعتبرها المتابعون أنموذجا جيدا للفنان القصبي حيث عاد لسابق عهده في الإبداع في سرد قضاياه وحلولها. النجم ناصر أظهر في حلقة "بوكيه ورد" للكاتب خلف الحربي الحالة الاجتماعية لحارس الأمن ومدى الالتزامات التي يتعرض لها الموظف مقارنة بما يتقاضاه من راتب رغم أنه يعمل لحراسة أماكن تقدر قيمتها بالملايين، وظهر ناصر في دور حارس أمن يتقاضى 1735 ريال شهريا مقابل حراسته لبنك ويتقبل توجيهات رئيس مجلس الإدارة بإرسال بوكيه ورد إلى أحد المنازل، ولكن يضطر أن يستخدم بطاقته المصرفية لدفع قيمة البوكيه التي تعادل قيمة راتبه، هذا الحارس رزق بثلاثة أبناء توائم زادوا من أعبائه ومسؤولياته وكان ينتظر الراتب بشغف لسداد مبلغ استدانه من زميل له، ولكن ذلك المبلغ ضاع في قيمة الورد "الهدية"، وعند مراجعته للإدارة كي يستعيد رابته طرد من وظيفته لأنه اقتحم اجتماعا لمجلس الإدارة يطلب منهم السداد. بشكل عام أعاد ناصر البريق إلى نفسه عبر هذا المسلسل وكسب إعجاب المشاهدين وأعادهم معه إلى الشاشة بعد أن ظهر في القالب الحقيقي الذي يريده ويتمناه المشاهد البسيط الذي يريد أن يرى شخصا يعالج قضاياه ومشاكله اليومية دون تكلف، واستعان بعدد من الفنانين السعوديين المتميزين. ظهر مسلسل "سيلفي" خلال الأيام الماضية بحلة جديدة مختلفة تماما عما كان يقدم في السنوات الماضية، إذ إن دخول ناصر القصبي في أعمال من هذا النوع يكسب العمل احترام الجميع، كما أن بعد "إم بي سي" عن التقليد والحضور إلى الواقع أسهم في أن ننسى ما قدمته في "واي فاي".