انتهت مباحثات رفيعة المستوى بين الرئيسين السوداني عمر البشير ونظيره الفلسطيني محمود عباس أبومازن في الخرطوم الليلة قبل الماضية بالتوقيع على أربعة اتفاقيات شملت تكوين لجنة للتشاور السياسي، وإنشاء لجنة وزارية مشتركة، واتفاقية حول التعليم العالي، واخرى حول التعليم العام. وقال البشير في مؤتمر صحفي مشترك مع أبو مازن إن السودان يدعم القضية الفلسطينية لأنها عادلة. ورحب بزيارة الرئيس الفلسطيني، مبيناً أنها تأتي في ظروف يمر بها العالم الآن، من مشاكل وصراعات داخل عدد من الدول العربية. وأكد الاستمرار في دعم فلسطين حتى تقوم الدولة على كامل الأرض وتتخذ القدس عاصمة، لافتاً إلى أن الصراع العربي والأزمات التي تمر بها المنطقة العربية، تؤثّر على القضية الفلسطينية. بدوره عبر الرئيس الفلسطيني عن شكره للسودان، وقال إنهم مع الحوار والحلول السياسية للوصول للسلام والاستقرار. وأعرب أبو مازن عن التضامن مع السودان في مواجهة العقوبات الاقتصادية الظالمة، التي تستهدف التطور الاقتصادي المنشود. وأكد موقف بلاده الثابت بمؤازرة شعب وحكومة السودان، وقال "نرفض الانتقائية التي تستهدف الرئيس البشير، المنتخب من شعبه". وأفاد أبو مازن أنه بحث مع الرئيس السوداني سبل تطوير العلاقات بين البلدين، معلناً الاتفاق على إنشاء لجنة وزارية مشتركة، ستنعقد قريباً بين البلدين. وأضاف: "ما تم توقيعه من اتفاقيات وما سيتم توقيعه مستقبلاً، نأمل أن يؤدي إلى رفع مستوى العلاقات إلى ما يطمح إليه الشعبان الشقيقان، وسيؤدي إلى زيادة الاستثمارات والتبادلات بين البلدين". وقال إنه أطلع البشير على آخر المستجدات في فلسطين، جراء استمرار الاحتلال وتفشي الاستيطان، كما أطلعه على الجهود لحشد الدعم العربي والدولي للمبادرة الفرنسية، لعقد مؤتمر دولي للسلام، على أساس قرارات الشرعية الدولية، وخلق آلية تواكب المفاوضات في إطار زمني للمفاوضات وللتنفيذ. وأعرب ابو مازن عن ثقته بأن القمة العربية القادمة في موريتانيا ستدعم الموقف الفلسطيني بالقرارات التي تسانده في مسعاه السياسي، وكذلك في دعم صموده وثباته على أرضه وتحقيق طموحات شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال. وأكد الرئيس الفلسطيني عزمهم توحيد شعبهم وأرضهم والذهاب إلى تشكيل حكومة وتنظيم انتخابات، بجانب استمرارهم في إعمار قطاع غزة بعد الدمار الذي لحقه جراء ثلاث حروب إسرائيلية. ورافق وزير الخارجية رياض المالكي وقاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي.