أكدت موريتانيا والسودان حرصهما على توسيع وتنويع مجالات التعاون المشترك من خلال انشاء لجنة كبرى دائمة للتعاون. جاء ذلك في بيان ختامي صدر اليوم في العاصمة نواكشوط بمناسبة إختتام زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير لموريتانيا استمرت يومين. وأشار البيان إلى أن الرئيسين الموريتاني علي ولد محمد فال ونظيره السوداني عمر البشير أجريا مشاورات سياسية تناولت آفاق التعاون الثنائي الى جانب القضايا العربية والافريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث سجلا بارتياح تطابق وجهات نظريهما حول المسائل التي تم بحثها. ولدى استعراضهما للأوضاع الاقليمية والدولية الراهنة، أكد الجانبان الموريتاني والسوداني على ضرورة احياء مسيرة السلام في الشرق الأوسط، سبيلا الى استرجاع الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من استرداد كافة حقوقه المشروعة، بما فيها اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية، كما طالبا الفصائل الفلسطينية بضرورة توحيد صفوفها وتجاوز جميع خلافاتها الداخلية. وأكد الجانبان على وحدة العراق أرضا وشعبا، معبرين عن ادانتهما لاستهداف المدنيين وأماكن العبادة في هذا البلد الشقيق. وناشد الجانبان الفرقاء اللبنانيين في الحكومة والمعارضة بالعمل على حل خلافاتهم عن طريق الحوار. وعبر الجانبان عن أملهما في أن يتمكن الاخوة في الصومال من تحقيق المصالحة الوطنية عبر المفاوضات. كما عبر الجانبان عن ادانتهما للارهاب بجميع صوره وأشكاله، وطالبا بضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمارالشامل. وقدم الرئيس السوداني عمر حسن البشير شرحا حول تطورات الأوضاع في السودان، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاقية نيفاشا وتحقيق السلام في دارفور من خلال الجهود المبذولة لاقناع الحركات المسلحة بدارفور التي لم توقع على اتفاقية سلام ابوجا، بالتوقيع على هذه الاتفاقية، وذلك بالتعاون مع الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة. وعبر الرئيسان عن سعادتهما بتوقيع الجانبين السوداني والموريتاني خلال هذه الزيارة على اتفاقيتي انشاء لجنة وزارية مشتركة لتنمية العلاقات بين البلدين واتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة. وشدد الرئيسان على أهمية انشاء اللجنة الوزارية المشتركة بوصفها الآلية الرئيسة التي ستكون مسؤولة عن تنفيذ الاتفاقيات الموقعة، وعن وضع الخطط والبرامج التنفيذية الهادفة الى تنمية العلاقات بين البلدين في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية والفنية والاعلامية. وأكد الرئيسان على ضرورة عقد الاجتماع الأول للجنة الوزارية المشتركة بالخرطوم في النصف الثاني من سنة 2007م، وشددا على أهمية التحضير الجيد لهذا الاجتماع على مستوى القطاعات الوزارية المختلفة التي يتعين عليها ان تكثف الاتصالات فيما بينها من أجل تشخيص فرص التعاون المتاحة وعرضها على اللجنة. واكد الرئيسان الموريتاني والسوداني على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وتوسيعه وتنويعه، داعيين كافة المتعاملين الاقتصاديين الى المساهمة بشكل فعال في الرفع من مستوى التبادل التجاري بين البلدين من خلال تبادل الزيارات والمعلومات والأيام الاعلامية والأسابيع التجارية بهدف التعريف بمنتجات البلدين وامكاناتهما التصديرية. كما دعا الرئيسان المستثمرين الموريتانيين والسوادنيين في القطاعين العام والخاص، الى تكثيف الاتصالات فيما بينهم بهدف استكشاف الفرص المتاحة للتجارة والاستثمار وانشاء شركات وتجمعات اقتصادية مشتركة، والمساهمة- على هذا النحو- في خلق ديناميكية جديدة للشراكة بين البلدين في اطار الاتفاقية الموقعة بشأن تشجيع وحماية الاستثمارات المتابدلة. // انتهى // 2001 ت م