" عاصفة الحزم" و" إعادة الأمل" عمليتان متلاحقتان يشارك بهما جنودنا البواسل في الجنوب لإقرار الأمن، وإعادة الشرعية في اليمن الشقيق. بدأت الأولى في جمادى الثانية 1436ه، وتلتها الثانية في رجب 1436ه، والعمليتان مستمرتانِ إلى الآن، وتضحياتُ جنودنا مستمرّة على حدودنا هناك، لمساندة اليمن الشقيق في محنته، وإحياء الأمل في نفوس أبنائه، وإعادة الثقة لمؤسساته الشرعية. إنّ قوات التحالف العربي بقيادة السعودية تبذل تضحيات غالية في سبيل إعادة استقرار اليمن والمنطقة، إضافة لتسيير الإغاثات الإنسانية للشعب اليمني، والسعي لرأب الصدع، وتنشيط مسار العملية السياسية، ووقف الاحتراب الدائر هناك. وإذا تابعنا ما تعرضه الصحف، وما يحكيه النَّاس من بطولات وقصص فدائية لجنودنا في الحدّ الجنوبي، لما وسعتها المجلدات الضخمة، فكم من مواقف فدائية مشهودة تعبِّر عن أصدق صور التضحية التي بذلها الجنود لحماية زملائهم وإنقاذهم، أو اقتحامهم ببسالة مناطق خَطِرة مزروعة بالألغام، يحملون فيها أرواحهم على أكفِّهم، لا يترددون في نُصرة الحقِّ، وردّ بغي الحوثيِّين والتنظيمات الإرهابيَّة. ولعل القارئ الكريم قد تابع قبل شهور الفيلم التوعوي " تصبحون على خَيرٍ" الذي أعدته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وجَسَّدتْ فيه تضحيات جنودنا البواسل في الجنوب، وسعيهم لتحقيق أمن الوطن، وبث الطمأنينة في أبنائه، وكذلك دعم استقرار اليمن الشقيق، كما ألقتْ فيه الضوء على المناضلين الصامدين على الجبهات، المرابطين على الثغور، الباذلين أرواحهم فداءً لرفع لواء الحقّ والعدل والحريَّة. وإنّ الوطَن ليفخَر بعطاءات جنودنا وتضحياتهم، ويسجلها لهم بحروف من نور، فيرعَى أُسَر شهدائنا الأبرار، ولا يتوانَى في تقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية للمصابين، ويبعث للرابضين الشجعان بأحرَّ الدعوات بالنَّصر والسلامة، وليس هذا كافيًا، فهم يستحقون منّا ومن الوطن المزيد، فليس أقلّ من مشاركة فئات المجتمع ومؤسساته كافَّة في تقديم التحيّة الواجبة لجنودنا، فعليهم التزاماتٌ كثيرة وأعباء جمَّة؛ فماذا لو بادرتْ المصارِف والبنوك بتخفيض مديونيات المدينين منهم أو إسقاطها أو بعضها؟ ماذا لو ساهمت مؤسسات القطاع الخاص في دعم أسرهم في مجالات الصحة والتعليم والإسكان، وغيره؛ فحقيقٌ بمن قدَّم لنا تضحياته، أنّ نرُدَّ إليه الخَيرَ مضاعفًا. فلْيلتفَّ الوطنُ جميعهُ حكومة وشعبًا وقيادةً خلفَ قواتنا المسلحة الباسلة، وجنودنا في ساحات التضحية والفِداء، ولْنَحْملْ لهم أزاهير الحُبّ في قلوبنا، وندعو لشهدائنا بالرحمة، ولمصابين بالعافية، ولأوطاننا بالنُّصرة والسلامة!