يعيش الفنان فيصل العيسى نجاحات الموسم الخامس من مسلسل «شباب البومب» الذي عرض في رمضان المنصرم على شاشة روتانا خليجية، وقد جاءت مسرحيته الكوميدية «مدرسة 5 نجوم» التي عرضها في العيد ضمن احتفالات أمانة الرياض بمثابة التتويج لنجاحه الشخصي حيث امتلأت عروض المسرحية بالجمهور الذي جاء خصيصاً للالتقاء ب»عامر» الشخصية البطلة في شباب البومب. عن هذا المسلسل وأسباب نجاحه كان هذا الحوار مع العيسى: * أربعة مواسم في القنوات السعودية ثم انتقلت إلى قناة روتانا خليجية، ما الذي تغير في شباب البومب؟ * أول تغيير تمثل في إطالة وقت عرض الحلقة، فالعمل بأجزائه السابقة كان وقت الحلقة 12 دقيقة على الأكثر، لم نستطع من خلالها إيصال أفكارنا بالشكل المطلوب. أما مع روتانا خليجية فتمت إطالة الوقت ليصبح 20 دقيقة لكل حلقة، وأصبح بإمكان الكاتب أن يفصّل الفكرة وأن يمهد لها ليوصلها بشكل أفضل للناس. أما التغيير الثاني فهو استخدام تقنية ال4K في هذا الجزء، وتصوير العمل للمرة الأولى بكاميرات «اليكسا» السينمائية والتي لم تستعمل لغاية اليوم في الدراما السعودية، مما يشكّل إضافة للعمل. هذا كله أكد حالة النضج التي لحقت بالعمل منذ الأجزاء التي عرضت عبر التلفزيون السعودي، وهو عامل طبيعي سنة بعد أخرى وأنا أعتقد أننا قد بدأنا للتو بتقديم الأفضل مع الجزء الخامس عبر روتانا خليجية. * هل وجدتم في روتانا خليجية مساحة أكبر للتعبير ولتناول قضايا ربما كان عليها تحفظ من التلفزيون السعودي؟ * طبعاً، كل قناة لها مبادئ وسياسات في التعامل مع المحتوى الذي يظهر عبر شاشتها، ولكن للأمانة لم يوقفنا أو يمنعنا التلفزيون السعودي من تقديم أفكارنا، بل كان بالعكس يطلب الجرأة في طرح الأفكار وقد وجدنا التعاون الدائم من القائمين عليه، وحتى الآن مازلت أكن لهم التقدير والشكر على دعمهم، فهم أول من أخذ بأيدينا وقدمنا للمشاهد. في روتانا خليجية تماشت الحلقات التي قدمناها مع الأحداث التي جرت في هذا العام، ومن يتابعنا يعلم أننا نعمل بحسب الأحداث ونتابع القضايا المستجدة لنتناولها في «شباب البومب» وقد وجدنا كل الدعم من إدارة روتانا خليجية. * صرحت سابقاً بعدم تواجد العنصر النسائي في شباب البومب، وتغير هذا الرأي عندما انتقلتم لروتانا خليجية، هل كان المنع من التلفزيون السعودي؟ * أبداً.. كل ما هنالك أن ضيق وقت العرض كان سبباً في عدم تواجد العنصر النسائي، ثم إن الأفكار التي نقدمها هي للشباب في الشارع، وفي النهاية طبيعة الأفكار هي التي تحدد مدى تواجد المرأة من عدمها وكذلك المساحة والوقت. * تفوقتم على كثير من البرامج الشبابية التي ظهرت مؤخراً.. ما سبب ذلك؟ * ما يميزنا هو قربنا الكبير من الشباب، ولأننا نفهم هواجسهم وتطلعاتهم استطعنا كسب ثقتهم ليس على مستوى الخليج فحسب، بل على المستوى العالم العربي، فهذا العام شهدنا تواصلاً كبيراً من الجماهير من بلدان مختلفة كالأردن والعراق وفلسطين والمغرب العربي، وهذا دليل على قرب العمل من الشباب الذي ربما شعر بأننا على نفس الموجة معهم وهذا طبيعي لأننا نشبههم ونحن منهم أساساً. باعتقادي ان هذا هو العامل الأساسي وراء اكتساحنا للمشاهدات عبر ال»يوتيوب»، لا سيما وأن ال»يو تيوب» ليس ملعبنا فعبر هذا الموقع يعرض العمل كعرض ثانٍ بعد القناة، غير أن هذا الأمر لم يمنع كافة حلقات «شباب البومب» من تصدّر المشاهدات عبره مما يدل على شعبية المسلسل. هذه الثقة من الجمهور تزيدنا طاقة وتصميماً على المحافظة على المستوى الذي قدمناه وعلى كسب الفئات السنية المختلفة بالإضافة إلى الشباب الذي هو تركيزنا الأساسي. * منذ البداية وأنتم تشجعون المواهب الجديدة.. فكيف تنتقونها؟ -العمل أساساً لما بدأنا بالعمل عليه كان أحد الأهداف الكامنة وراءه هو إبراز نماذج شبابية مبدعة من خلال الكتابة والإنتاج والتمثيل وكافة المكونات الدرامية. بالنسبة للمواهب، فكما يعلم البعض، نحن نقيم سنوياً تجارب آداء في جمعية الثقافة والفنون في الرياضوجدة، بحيث نسعى لاكتشاف المواهب وإعطائها فرصتها فيختبرهم المخرج وأحد أعضاء الجمعية لاختيار 80 إلى 100 شخص متميزين، ويتم إسناد الأدوار لهم كلّ بحسب موهبته. وبالفعل فقد حصل بعض الأشخاص على أدوار أولى كانت أدوار بطولة مثل فيصل المسيعيد وأحمد السليمي. * في الموسم الخامس قلتم سيشهد العمل تطورات عدة من ناحية الوقت أو تقنيات التصوير.. هل قمتم بذلك فعلاً؟ * بالتأكيد.. فإضافة إلى عاملي الوقت والتقنية اللذين شهدا تطوراً، فقد قدمت لنا روتانا خليجية هذا العام دعماً وحافزاً لنقدم عملا مختلفا وناضجا بجزئه الخامس، وبالفعل هذا ما وضعنا أمام تحد لمقابلة هذه الثقة. بدأنا العمل على النص مع انتهاء رمضان العام الفائت، حتى تقنية ال4k التي وفرتها لنا روتانا خليجية هذا العام هي ميزة كبيرة ساهمت بانتشار العمل عبر اليوتيوب وعلى تميزه ضمن الأعمال الدرامية في الوطن العربي. * يقال إن «شباب البومب» يرسّخ في ذهن الصغار بعض الجمل الشوارعية، كالإفيهات في شخصية عامر. * ابدًا غير صحيح، نحن وسيلة ايصال قضايا الشباب، لذا ستجد أن هذه المصطلحات والإفيهات، ما هي الا من تأثير «الكركتر» الذي أحبه الناس، وهي ميزة جيدة للممثل الذي يقدم الشخصية بكافة أدواتها النفسية والحركية والحوارية، أضف إلى ذلك اننا قلنا سابقاً بان هذا العمل موجه للفئة الشابة في مجتمعنا والغاية منه توجيه رسالة إصلاح وملاغاتهم بنفس لسانهم، خلال شخصية احبوها وتابعها الناس، وبالتالي جميع الشخصيات التي نقدمها في العمل طبيعية جدًا، إضافة إلى أن جميع القضايا التي نطرحها هي محاولة منا أن نساهم في وضع حلول لها، وهو ما وجدناه من ثناء القائمين على التلفزيون السعودي سابقاً ومن قناة خليجية روتانا حالياً ومن الجمهور الكبير الذي يتابعنا، فلو لم نكن على حجم الثقة لما شاهد «شباب البومب» أحد. * قدمتم شخصية «كفتة» في الجزء الجديد في قالب يرى البعض أن فيه إساءة لإحدى مناطق المملكة. * وصلتنا بعض ردود الفعل على شخصية كفتة، لكن هي «كاركتر» تمثيلي ليس إلا!، وكل ماهنالك أن كفتة قدمها بشكل فكاهي متناسب مع خط سير الحلقات، ولم يكن القصد فيها الإساءة لأحد، بل على العكس هي تأكيد على أن الشعب السعودي بكل أطيافه وشرائحه أهل وأحبة، تجد من يمثلون هذه المجتمعات في الشارع وفي البيت وفي العمل، ولا يمنع أن نقدم هذا التنوع الجميل عبر شخصيات تعطي انطباعاً عن بساطة ومحبة وطيبة كل فئات المجتمع. * ناقشتم الإرهاب في حلقتي «دواعي الشر» وحققتم بفضلها نسبة مشاهدة عالية وثناء كبيراً من جهات مختلفة، ما الذي دعاكم لهذه الفكرة خاصة أن السدحان والقصبي قدماها قبلكم بقوالب مختلفة؟ * الذي اختلف معنا أننا ركزنا خلال حلقتي «دواعي الشر» على الشباب وكيف يتصيدهم هؤلاء الإرهابيون من خلال قنوات وأساليب تناولناها، وأبرزها بعض الهاشتاقات المعتمدة في مواقع التواصل الاجتماعي التي يرمي الإرهابيون من خلالها سمومهم، بالإضافة إلى استهداف الفئات العمرية الأصغر من خلال بعض الألعاب كال» بلاي ستايشن» والتي قدمها الطفل راكان بشكل مذهل. كما ركزنا على موضوع الأقارب الذين يسهلون لبعضهم الانضمام إلى هذه الجماعات الإرهابية، وقد هدفنا من خلال هاتين الحلقتين المؤثرتين على التوعية وتوضيح الصورة للشباب للإفلات من براثن هذه الشرور. وقد تلقينا ثناء كبيرا ودعما من المشاهدين وبنسبة مشاهدات تجاوزت الخمسة ملايين مشاهدة ثم لا ننسى الثناء من الإعلاميين، برغم أننا نعتبر مقصرين بحق الوطن والدين، وما نقدمه يجب ان يخدم رسالة سامية وإن شاء الله سنستمر باستغلال منصتنا لما فيه مصلحة مجتمعنا وشبابنا وبلادنا. ثم اننا من خلال هاتين الحلقتين قمنا بتفكيك كلمة «داعش» وجعلناها اختصاراً ل»دواعي الشر» وهذه كما نعتقد خطوة لتكريس بشاعة هذا التنظيم الإرهابي على المستوى الذهني. * هل بدأتم التحضير للموسم السادس، وما الجديد، هل سيكون أيضاً عبر خليجية؟ * طبعاً بدأنا منذ أول رمضان بورشة العمل التي تشمل النصوص ورصد ردات الفعل على الحلقات المختلفة حيث نحرص على الوقوف على النقد والتعليقات التي تردنا لتطويرها ولطالما عملنا بهذه الطريقة. فما يراه المشاهدون خلال الشهر الفضيل هو نتاج سنة كاملة من التحضيرات المتواصلة فنحن حريصون على المسلسل ونجهد للخروج به بأفضل صورة. بإذن الله سيكون الموسم السادس عبر روتانا خليجية ونأمل ان نرضي جمهورنا العظيم الذي أوصلنا لهذا المكان طبعاً بعد الله سبحانه تعالى. فيصل العيسى في شخصية عامر خالد سامي مشاركًا في شباب البومب العيسى وحسن حسني في مسرحية 5 نجوم العنصر النسائي في الجزء الخامس