يعد المرشد السياحي المتمكن أحد مقومات نجاح السياحة في أي بلد، فهو سفير لوطنه داخل وطنه، كما يعد الواجهة التي يمكن أن تلعب دوراً لا يشاركه فيه أحد في تعريف الوطن بما يمتلكه من مقومات النجاح سياحياً وثقافياً، ومما لاشك فيه أن نجاح صناعة السياحة تتطلب مرشداً مؤهلاً وعلى قدر جيد من العلم والثقافة والمعرفة الدقيقة بما يقدمه من وجبة معرفية وثقافية للسائح سواء أكان من الداخل أو الخارج، وتبرز أهمية المرشد السياحي في وطن كالمملكة يحتضن أطهر بقاع الأرض في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وما تزخران به من موروث ديني وحضاري ضخم، ومعهما مدن أخرى تاريخية كمدائن صالح، والعلا، والدرعية، والأحساء وغيرها في شرق المملكة وغربها وجنوبها ومروراً بوسطها، ومن هنا تزيد أهمية المرشد السياحي في المملكة. "الرياض" استطلعت رأي العديد من المرشدين السياحيين عن أهم العقبات التي يواجهونها، وللوقوف على مطالبهم من أجل الارتقاء بالمهنة. مهنة ملحة لفت أحمد العيثان -مرشد سياحي- أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تسعى جاهدة بترخيص مرشدين مؤهلين ثقافيا ومهارياً من خلال الدورات المجانية التي تقدمها من خلال جمعية المرشدين، واختبارات القياس التي تجريها للمرشد قبل حصوله على الرخصة المعتمدة. ووصف العيثان مهنة الإرشاد السياحي في المملكة بالقديمة ممارسةً، والحديثة ترخيصاً وتنظيماً، واعتبرها بأنها تلبي احتياجات سوق السياحة بالمملكة في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن جمعية المرشدين يضعون خطط تطويرية من خلال عقد اللقاءات والدورات، ومبيناً أن السياحة تعتبر حلقة واحدة، فعند تطور منتج سياحي معين فإنه تتطور معها مهنة الإرشاد والخدمة السياحية المقدمة، مضيفاً أن البيئة المحيطة بالمرشد مهيأة ولديها الوعي التام بدوره سواءً أكان المواطن أم الجهات الحكومية، عازاً ذلك إلى الدور الذي لعبته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مؤكداً بأن المرشد السياحي هو الشخص الأهم والضروري في مجال السياحة، فهو سفير البلاد. مستقبل واعد أوضح أحمد الجعيد -مرشد سياحي في الطائف- أن أقسام المرشدين متعددة وهم مرشد سياحي موقع وهو الذي يعمل في المتاحف والقرى التراثية، ومرشد منطقة، ومرشد عام يعمل في جميع مناطق المملكة، مبيناً أن إجراءات الحصول على ترخيص الإرشاد السياحي هي الدخول لاختبار قياس للمعلومات السياحية المتوفرة لدى المرشد حسب نوع ترخيصه، وكذلك خضوعه لدورة في تنمية مهارات الإرشاد السياحي ودورة للإسعافات الأولية. وشدد الجعيد على أن المرشد المتميز لابد أن يطور من حصيلته المعلوماتية السياحية والثقافية والعلمية، نافياً أن تكون مهنة الإرشاد السياحي مهملة في المملكة، مؤكداً أنها تطورت تطوراً ملحوظاً، ومبدياً ثقته في لعبها دوراً مميزاً في البرامج المميزة الجديدة كسياحة مابعد العمرة، وبرنامج عيش السعودية، والمملكة تعتبر قبلة العالم وتستقبل الملايين من الزوار سنوياً من جميع دول العالم وهذا سيساعد على تطورها وانضمام مئات الشباب للعمل فيها. غياب الاهتمام وذكر رسمي المؤمن -مرشد سياحي - أن الإرشاد السياحي بحاجة لعدد من الخطوات التطويرية ومنها دورات تنشيطية في عدد من المجالات الثقافية والتاريخية لتطوير ثقافة المرشد، كما تحتاج إلى لقاءات واجتماعات دورية سنوية أو شهرية لمناقشة هموم ومشاكل المرشد السياحي لتطوير أدائه في الميدان، وتفعيل دور جمعية المرشدين السياحيين لتتابع نشاط المرشد ومدى استفادته من رخصته، وإشراك المرشد في المناسبات الوطنية والمهرجانات ليقوم بدوره في التعريف بالجوانب الوطنية، مشدداً على ضرورة تفريغ المرشد السياحي في بعض المناسبات الوطنية والثقافية، مثل برنامج عيش السعودية، لافتاً إلى أن المرشدين يشتكون من عدم تفريغهم من أعمالهم الحكومية أو الأهلية. ولفت المؤمن إلى أن كثيراً من الجهات الحكومية لا تمنح المرشد اهتماماً أو إشراكاً في مناشطها، عازاً ذلك إلى كون المهنة حديثة، فيما أكد على أن القطاع الأهلي لا يعير المرشد السياحي أي أهمية على الرغم من إمكانية المرشد في أن يلعب دوراً في التعريف بمنشأته وتسويق منتجاته. التطوير مطلب ولفت عبدالمنعم العلي -مرشد سياحي ومنظم رحلات- إلى قلة المرشدين السياحيين الأكفاء في المملكة، مقدراً نسبة من يملك قدرات جيدة ومتمكن في مهنته وثقافته من مرشدي المملكة بأنهم لا يتجاوزن (20 %) فقط من بين نحو 150 مرشداً سياحياً مرخصاً على مستوى المملكة، مبيّناً أن نسبة المتخصصين من المرشدين والذين هم خريجو كليات السياحة لا تتجاوز نسبته (3 %)، أما البقية فمجرد مهتمين بالشأن السياحي. وأضاف بأن المرشد السياحي يحظى باهتمام كبير جداً من هيئة السياحة، لكنه تمنى اهتماماً أكبر، معتبراً أن قلة العناية وانخفاض الطلب عليها من قبل الجهات الحكومية والأهلية سيتسبب في تراخي المهنة والابتعاد عنها. معايير أعلى وطالب العلي بوضع معايير أعلى لاختيار المرشدين السياحيين للعمل على ما وصفه بتطوير المهنة، معتبراً أن دورة لمدة خمسة أيام غير كافية لتخرج مرشداً مؤهلاً تأهيلاً جيداً، كما طالب بوضع ضوابط للعمل والقوانين والتشريعات لتنظيم عمله، ودعا لتفعيل دور جمعية المرشدين السياحيين المقرة نظاماً بقرار من مجلس الوزراء، بحيث تقوم برعاية المرشدين السياحيين وإعطائهم جرعات تدريبية عالية ولا يكتفى باليوم العالمي للمرشدين السياحيين. سوق سوداء ويرى توفيق الصايغ -مرشد سياحي عام واستشاري سياحي في المنطقة الغربية- أن (80%) من مرشدي المملكة لديهم دراية بمناطقهم التي يعيشون فيها من الناحية التاريخية والطبيعية، كما يملكون مهارة إيصال المعلومة للسائح، إلا أنه حذّر مما أسماه بالسوق السوداء في الإرشاد، وهم المرشدون غير المرخصين والذين يعلمون بأجر بسيط ويزودون الزوار بمعلومات خاطئة، مطالباً بملاحقتهم والتصدي لهم. وعاب الصايغ على بعض المرشدين السياحيين الذين يكتفون بالحصول على الرخصة ولديهم ضعف في التواصل مع الفنادق وهي المشكلة التي يعاني منها الكثير، ونبه أن المرشد بمجهوده الشخصي وعلاقاته بإمكانه يستطيع تسويق نفسه ويحاول أداء المهمة لافتاً إلى أنه لم يتم تفعيل تسويق المرشد بين الشركات والفنادق والجهات الحكومية. تبادل خبرات ويعتقد وليد الزويمل - مرشد سياحي - أن تطور مهنة الإرشاد يتطلب تنظيم دورات متخصصة في التعريف بالمواقع السياحية، وعمل لقاءات لتبادل الخبرات بين المرشدين في المملكة وفي خارج المملكة خاصة في الدول المتقدمة في مجال السياحة، ودعا لتعاون المكاتب السياحية مع المرشدين وذلك عبر إسناد الجولات السياحية للسائحين في المملكة للمرشدين المعتمدين من هيئة السياحة، وأن تكون أجرة المرشد مجزية حتى يسعى لتطوير نفسه ومنافسة أقرانه في الخارج. وأقرّ الزويمل بأن ثقافة المرشد السياحي السعودي حديثة عهد وتحتاج لبعض الوقت لترتفع، ورأى أهمية دعم المرشدين من قبل فروع هيئة السياحة في المناطق عبر تعريف جميع الجهات الحكومية والأهلية بهم، عبر إرسال أسمائهم للتواصل معهم في حال وجود أي وفود رسمية أو سياحية تحتاج إلى جولات سياحية، كما تمنى تسهيل مهامهم في حال الجولات السياحية في المنشآت الحكومية والأهلية . وعي مفقود بدوره وصف إبراهيم ذيبان -مرشد سياحي في المنطقة الغربية - دور المرشد السياحي بالمملكة بالضعيف جداً، ورأى أن من النادر أن يُلم المرشد بكل المواقع السياحية والثقافية، مقترحاً على الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إنشاء مركز متخصص للمرشدين تكثف من خلاله الدورات، كما لفت إلى ضرورة تجديد رخصة المرشد عبر حضور دورات إلزامية تطور من قدراته، وحث أقرانه على تطوير قدراتهم والبحث الدقيق في المعلومات والتوسع فيها لتقديمها للسائح خدمةً للوطن. الإرشاد السياحي رافد معزز للسياحة الداخلية جدة التاريخية تستهوي الكثير من السياح الأجانب الأجانب بحاجة للتعريف بالموروث الشعبي لدينا زيارة الاجانب للمواقع التاريخية تستدعي وجود مرشدين متخصصين توفيق الصايغ أحمد العيثان أحمد الجعيد رسمي المؤمن إبراهيم ذيبان عبدالمنعم العلي وليد الزويمل