دفع احتراق الفحم الذي ينتج قرابة نصف حجم انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم بخبراء الطاقة إلى المطالبة بالاستثمار في الطاقات المتجددة، الأمر الذي يمكن معه خفض مستوى الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى تغيرات مناخية خطيرة. وكان استهلاك العالم من الطاقة المستخرجة من الفحم قد ارتفع في الأعوام الماضية إلى أكثر من 50%، ووفقاً لدراسة حديثة قامت بها شركة BP الدولية للطاقة، فقد وصل استهلاك الطاقة المنتجة من الفحم عام 2012 إلى أكثر من خمسة مليارات طن. ويتفق الخبراء على أن الارتفاع الكبير في مستوى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن احتراق الفحم يعرقل مسيرة المجتمع الدولي في تحقيق هدفه المتمثل في حصر ظاهرة الاحتباس الحراري للأرض في درجتين كحد أقصى، لذلك طالبوا بوقف بناء محطات جديدة لتوليد الطاقة من الفحم، والاستثمار بدلاً عن ذلك في الطاقة المتجددة ومحطات توليد الطاقة من الغاز. وهنا أكدت إحدى أكبر الشركات العاملة في مجال إنتاج الطاقة على زيادة استثماراتها في الطاقات المتجددة مستقبلاً، غير أنها تتمسك في نفس الوقت بتوليد الطاقة من خلال الفحم البني المضر بالبيئة، مؤكدة استمرارها في تطوير محطات إنتاج الطاقة من الفحم البني وأن هذه المحطات ستصبح أكثر فاعلية، وأن الخطوة المقبلة تتمثل في فصل غاز ثاني أكسيد الكربون عن الفحم، وخلال عملية الفصل هذه سيتم تخزين ثاني أكسيد الكربون في باطن الأرض حتى تتفادى الإضرار بالبيئة، وهو ما يمثل محطة تجريبية وإذا نجحت فإن استخراج الطاقة من الفحم لن يتعارض مع خطة الحفاظ على البيئة. وبخلاف ذلك يشكك علماء قسم الأبحاث الخاصة بالطاقة المستقبلية في معهد فوبرتال، في نجاح تقنية التخلص من غاز ثاني أوكسيد الكربون في ألمانيا بسبب عدم تقبل هذه التقنية في ألمانيا ومن ثم فإن تطبيقها غير ممكن، بالإضافة إلى أن تكاليف هذه التقنية التي سيبدأ العمل بها في محطات الطاقة الكبيرة عام 2025 ستكون باهظة، كما أن مثل هذه المنشآت سترفع من سعر الكهرباء بمستوى 60 إلى 80 %. وبذلك يصبح سعر الكيلو واط الواحد من الكهرباء الذي تنتجه الشركات المستخدمة لتقنية الفصل حوالي 13 سنتاً على الأقل، ولن تصبح هذه الشركات قادرة على المنافسة، خاصة إذا كان سعر الكيلو واط الواحد من الكهرباء المنتج بالرياح لا يتعدى سبعة سنتات والكهرباء المستخرجة من الطاقة الشمسية لا يتعدى عشرة سنتات للكيلو واط الواحد.