وتتوالى محاولات أعداء الله اليائسة للنيل من تعاليم الإسلام ومبادئه النبيلة بمحاربة المسلمين وقتلهم بيد الإرهاب حتى وصل الأمر إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مراعين لحرمة المكان ودم المسلم وعظم العقوبة، وذلك العمل الجبان الذي حدث في المدينةالمنورة بجوار مسجده الحرام هو إعلان للحرب على الله وقتل النفس البريئة بغير حق والذي جاء نتيجة حتمية لاختلال الفكر وانحراف العقيده، وهنا ننظر الى الأسباب التي دفعت أولئك المجرمين في حق أنفسهم الى الجرأة والإقدام على ارتكاب فعلهم الحقير، وماتلاه من عمل إرهابي في جدة والقطيف، لا يُشك بعده بوجود أيد خارجية كشفت عن نفسها تسيّر تلك العقول وتتصرف بها وتقودها الى الهلاك كما تقاد النعاج للمسالخ وذلك عبر فكر ضال ورسائل مدروسة تحرك شيئاً في عقول الشباب دُرست بعناية وتدخل العلم النفسي والاجتماعي لصياغتها عبر سلسلة من البحوث والدراسات التي تمت على المجتمع المستهدف وليست وليدة اليوم وانما خطط لها سنين حتى جاء الوقت المناسب لاطلاق تلك السهام المسمومة، والفكر هو قناة التواصل اللا سلكي ولا يقاوم إلا بفكر مضاد له في الاتجاه مساوٍ له في القوه او يزيد ولكي يكون ذلك يتعين علينا اتباع نفس النهج العلمي الذي انتهجه الأعداء في عدائهم واختراقهم لأفكار شبابنا، والمنهجية العلمية معروفة يمكن الوصول اليها عن طريق اصحاب الاختصاص في فريق متكامل يعمل بجهد وإخلاص ولا نعجز عن تحقيقه. ولاشك ان للجهات الأمنية دورا في الاستعانة بالجهات المختصة كالجامعات ومراكز البحوث في الداخل وفي العالم لصياغة فكر مضاد للأفكار المنحرفة والمضللة ومتى ما سعينا لهذا ستكون النتيجة حتمية لصالح الحق والعدل، ولن يرتدع أعداؤنا عن الاستمرار في محاولاتهم لإفساد شبابنا وجعلهم ادوات خراب ودمار لمجتمعاتهم ولعقيدتهم مالم يواجهوا بنفس السلاح ونفس الأدوات فهل نعي ذلك ونشارك في نسيج واحد متماسك لمواجهة مايمكن ان يُحدق بنا وأمتنا ويقودها الى حرب طائفية تدمر الأخضر واليابس ولا تتوانى إيران ومن يدعمها الى التصريح بذلك عبر أبواق مستأجره تحمل نفس المبادئ والأفكار التي تسعى لتغيير خريطة المنطقة، ولن يفلحوا وإن أوهموا أنفسهم بذلك فليس بعد كسرى، كسرى وهي بداية النهاية وانهزام قوى الشر والانحراف، والله الحافظ نسأله أن يحفظ بلادنا وأمتنا من كل سوء. [email protected]