وتتوالى محاولات أعداء الله اليائسة من النيل من تعاليم الإسلام ومبادئه النبيلة بمحاربة المسلمين وقتلهم حتى في بيوت الله غير مراعين لحرمة دم المسلم وعظم العقوبة، وذلك العمل الجبان الذي حدث الأسبوع الماضي في مسجد مقر الطوارئ الخاصة في عسير أحد أعمال الفساد ومحاربة الله وقتل النفس البريئة بغير حق والذي جاء نتيجة حتمية لاختلال الفكر وانحراف العقيدة، ولسنا هنا نصف ذلك الجرم وفداحته وعظمه ولا أحد يشكك في أنه محاربة ِلله ورسوله، ولكننا هنا ننظر إلى الأسباب التي دفعت أولئك المجرمين في حق أنفسهم إلى الجرأة والإقدام على ارتكاب فعلهم الحقير، ولا شك بوجود أيد خارجية تسيّر تلك العقول وتتصرف بها وتقودها إلى الهلاك كما تقاد النعاج للمسالخ وذلك عبر فكر ورسائل مدروسة تحرك شيئاً في عقول الشباب دُرست بعناية وتدخل العلم النفسي والاجتماعي لصياغتها عبر سلسلة من البحوث والدراسات التي تمت على المجتمع المستهدف وليست وليدة اليوم وإنما خطط لها منذ سنين حتى جاء الوقت المناسب لإطلاق تلك السهام المسمومة، والفكر هو قناة التواصل اللا سلكي الذي يسيّر الأمور ويقودها كما تقاد الآلة بالتحكم عن بعد والفكر لا يقاوم إلا بفكر مضاد له في الاتجاه مساوٍ له في القوه ولكي يكون ذلك يتعين علينا اتباع نفس النهج العلمي الذي انتهجه الأعداء في عدائهم واختراقهم لأفكار شبابنا، والمنهج 'العلمي' معروف يمكن الوصول إليه عن طريق أصحاب الاختصاص في فريق متكامل يعمل بجهد وإخلاص ولا نعجز عن تحقيقه خصوصاً ان مثل تلك التخصصات متاحة في الداخل أو الخارج والعلوم النفسية الحديثة التي استغلت في الحروب الفكرية تعتمد على نظريات تُدرس في الجامعات ومراكز البحوث. ولاشك أن للجهات الأمنية دورا في الاستعانة بجهات الاختصاص كالجامعات ومراكز البحوث في الداخل وفي العالم لصياغة فكر مضاد للأفكار المنحرفة والمضللة ومتى ما سعينا لهذا ستكون النتيجة حتمية لصالح الحق والعدل ولو طال الزمن وبذل الجهد والمال، وإهمال ذلك سيكون ديدننا ردود الفعل ولن يرتدع أعداؤنا عن الاستمرار في محاولاتهم لإفساد شبابنا وجعلهم أدوات خراب ودمار لمجتمعاتهم ولعقيدتهم مالم يواجهوا بنفس السلاح ونفس الأدوات فهل نعي ذلك ونشارك في نسيج واحد متماسك لمواجهة مايمكن أن يُحدق بنا وأمتنا. والله الحافظ نسأله أن يحفظ بلادنا وأمتنا من كل سوء.