منذ طفولة المرأة نعدها شعورياً ولا شعورياً للزواج حتى الغذاء الضروري لنمو الإنسان يتحول هدفه لتكبر الفتاة وتتزوج. نعلمها شؤون المنزل والطبخ لتتزوج ونؤخر تحقيق آمالها وأحلامها لفارس الأحلام ليحققها لها. في الماضي كانت التوقعات من فارس الأحلام قليلة ومحددة ومع التطور الحضاري وانفتاح المجتمعات وتغير بعض الأمور الاقتصادية أصبحت هذه الأحلام عديدة وتتعدى حدود المكان والزمان الذي نعيش فيه .. قبل فترة كان الكاريكاتير في جريدة «الرياض» يوضح كيف أن العريس يخصم تكلفة الحج لعروسه زوجة المستقبل من المهر. ذلك أن الأب ترك حتى فريضة الحج للعريس. وقبل فترة حكت لي إحدى المراهقات أنها طلبت من أهلها أن يشتركوا في الانترنت وقيل لها في بيت زوجك ان شاء الله .. سافر الشباب في الصيف إلا هي وعندما طلبت السفر للفسحة البريئة قيل لها زوجك يسفرك إن شاء الله وجاء فارس الأحلام ولم تسافر وأصبحت حبيسة بيتها بل الأسوأ أن فارس الأحلام سافر مع أصحابه وتركها مع أطفالها .زميلة أمريكية من أصل عربي تعشق السفر سألتها مرة متى تسافرين قالت لي حروفاً باللغة الإنجليزية (AJD) لم أفهمها وبعد فترة قالت لي اسمعي ياعسل لم أستطع أن أقول لك ما أقصده بالحروف لأن زوجي كان قريباً مني أقصد «بعد موت جون» تقصد أنها لن تسافر إلا بعد موت زوجها والحروف الثلاثة تمثل الحروف الأولى لكل كلمة في الجملة السابقة باللغة الإنجليزية وفعلاً سافرت صديقتي ولكن بعد طلاقها من جون. وبين رحلة الأنثى من بيت أهلها لبيت فارس الأحلام تضيع وتتبعثر أحلامها وكل يرمي بالمسؤولية على الطرف الآخر. من فضلكم حققوا أحلام بناتكم ولا تتركوها لفارس الأحلام الذي قد يتحول إلى قاتل الأحلام.