يعتبر تقويم الأسنان من العلوم الطبية التي تهدف إلى تسوية الأسنان وإعادتها للوضع الطبيعي من أجل الحصول على ابتسامة مشرقة للمريض، وخلال السنوات الأخيرة وتحت تزايد شكوى المرضى من المظهر غير التجميلي للتقويم المعدني التقليدي وما يسببه من حرج اجتماعي وخصوصاً للبالغين وبعد أبحاث طبية وسريرية في الجامعات الأمريكية والأوروبية، تم تطوير جهاز التقويم المخفي حيث يتم إلصاق جهاز التقويم وأجزائه على الوجه الداخلي للأسنان من جهة اللسان على الأسنان العلوية والسفلية وهذا الجهاز يعتبر تجميلياً 100٪ حيث لا يمكن رؤيته عند النظر إلى وجه المريض أو أسنانه من خارج الفم. وأما عن كيفية تحريك الأسنان في جهاز التقويم المخفي فإنه يتم تحريك الأسنان بواسطة تطبيق قوى شد خفيفة عليها، هذه القوى يمكن الحصول عليها عن طريق جهاز التقويم (الأسلاك - المطاط - النوابض - الحاصرات) ويتم تثبيت هذا الجهاز التقويمي وتنشيطه عن طريق طبيب التقويم كما أن جهاز التقويم المخفي له نفس فاعلية الجهاز التقليدي المعدني وتتراوح مدة العلاج غالباً ما بين 1 - 2 سنة وحسب الحالة. وأما عن آثار هذا الجهاز على فم المريض ومدى قدرة المريض على التكيف معه، فإن جهاز التقويم المخفي يتم تثبيته من الناحية الداخلية للأسنان وهذا يعني عدم وجود تخريش للشفاه أو الخدود ولا بروز للشفاه. وبسبب تماس جهاز التقويم مع اللسان فإن المريض قد يجد بعض الصعوبات الخفيفة في النطق والكلام والمضغ ولكن لحسن الحظ هذا لا يدوم سوى فترة محدودة من 10 - 20 يوماً، حيث يعتاد المريض على الجهاز وتختفي الأعراض ويمكن في الأيام الأولى من تركيب الجهاز التخفيف من هذه الأعراض عن طريق الطلب من المريض تناول الأطعمة الطرية مع بعض المسكنات. وأياً كان جهاز التقويم المستخدم، فلابد من تثبيت الأسنان بعد نهاية المعالجة للحفاظ على النتيجة لمنع الأسنان من العودة إلى وضعها قبل المعالجة، وفترة التثبيت تختلف من سنة إلى تثبيت غير محدد المدة حسب الحالة أما شكل جهاز التثبيت يجب أن يراعي الناحية التجميلية فيتم عن طريق تثبيت سلك خفيف على الأسنان العلوية والسفلية من الداخل دون أن يكون هذا السلك مرئياً أو مزعجاً أبداً حيث إن هذا التثبيت يتم في نفس يوم فك جهاز التقويم. ويعتبر التقويم المخفي غالي الثمن مقارنة بالتقويم التقليدي حيث إنه يحتاج إلِى مواد تقويمية ومعدات مخبرية خاصة وغالية الثمن بالإضافة إلى أن تركيب الجهاز وتنشيطه يحتاج إلى طبيب تقويم خبير ومؤهل لعمل مثل هذا النوع من الأجهزة من أجل الحصول على النتائج المرجوة. بقلم د. يوسف علي اخصائي تقويم الأسنان