استبعد الاتحاد الأوروبي أن تستخدم إيران النفط كسلاح لتخفيف الضغوط التي تمارسها عليها الدول الغربية من أجل وقف برنامجها النووي، وقال رئيس الاتحاد الأوربي مساء أمس أن الدول المستهلكة لديها البديل في حالة أقدمت إيران على هذه الخطوة، وذلك من خلال اللجوء إلى الاحتياطيات الاستراتيجية وتوفير منافذ أخرى لاستيراد النفط، وقد أدى ذلك إلى هبوط أسعار البترول الخام بمقدار 65 سنتا للبرميل حيث بلغ خام ناميكس القياسي أمس 67,45 دولاراً للبرميل. وعزز من انخفاض الأسعار تصريحات مسؤولين في منظمة الأوبك من أن المنظمة لن تقدم على أي خطوة تؤثر على زيادة الأسعار، وأنها ستزيد في الإنتاج في حالة رأت أن السوق النفطية في حاجة إلى ذلك، كما أكدت المملكة وهي العضو المهم في المنظمة بأنها تراقب مستوى تدفق النفط الخام إلى الأسواق العالمية وستعمل على استقرار السوق وضمان مصادر الطاقة إلى الدول المستهلكة بأسعار عادلة. وبالرغم من أن الأسواق لا تزال قلقة من استمرار وضع الملف الإيراني والتصعيد الخطير التي تمارسه إيران في مناقشاتها مع الدول الغربية، إلا أن تطمينات دول مهمة في منظمة الأوبك مثل المملكة، بالإضافة إلى حالة الطقس المعتدل في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الأوروبية الذي ساهم في التخفيف من الاستهلاك وأتاح الفرصة للدول الصناعية إلى بناء مخزوناتها في وقت يفترض أن تتراجع هذه المخزونات نتيجة إلى ارتفاع الاستهلاك أفضى إلى كبح جماح الأسعار وإبقائها عند مستويات مقبولة لدى المستهلكين خاصة في مثل هذه الفترة من العام حيث يزيد الاستهلاك بسبب البرودة العالية وتشح الإمدادات جراء عرقلة النقل والإنتاج نتيجة إلى ظروف الطقس. ولا يزال المراقبون يتوقعون مسارا تصاعديا للأسعار في ظل القلاقل التي تحيق بمنابع النفط في الشرق الأوسط وأفريقيا وكذلك عدم استقرار الإمدادات من روسيا وتعرضها من وقت إلى آخر إلى التوقف والانقطاع أما بأسباب الطقس أو لأوضاع سياسية مضطربة، كما أن الاستثمارات ظلت شحيحة في مجال الصناعة البترولية مما يعزز الآراء التي تشير إلى احتمال وصول الأسعار إلى حوالي 80 دولاراً خلال الأشهر القلية القادم، لا سيما وأن فصل الشتاء بقي منه ثمانية أسابيع قد تكون من أشدها برودة وقسوة في المناخ. أسعار الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات اليومية كانت من اقل النفوط القياسية هبوطا حيث راوحت طيلة التداول أمس عند سعر 65,67 دولاراً وأغلقت عند هذا المستوى متحفزة بإقبال المضاربين على هذا النوع من الوقود، كما أن خام مزيج برنت تذبذب عند سعر 64,15 دولاراً للبرميل، بيدا أن خام وست تكساس انخفض إلى 67,20 دولاراً مما اثر على سعر وقود التدفئة الذي هبط إلى 1,82 دولار للجالون. وتوقع محللون أن تستمر أسعار الغاز الطبيعي في الانخفاض إلى أقل من 7 دولارات، وقد تأرجح أمس في محيط سعر 8,62 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية . انتعاش سعر صرف الدولار أثر على سعر الذهب الذي هبط أمس بمقدار دولارين ليصل إلى 556 دولاراً للأوقية، غير أن الفضة صعدت إلى 9,05 دولارات للأوقية، وتراجع البلاتين إلى 1046 دولاراً وهبط البلاديوم إلى 277 دولاراً للأوقية.