كانت روزي سويل بوب وفية لزوجها كليف الذي توفي قبل ثلاث سنوات إثر إصابته بسرطان البروستاتا. وللتعبير عن هذا الوفاء، قررت روزي أن تجوب أرجاء العالم وتطوف حولة لجمع التبرعات بغرض تمويل مجموعة من الأنشطة الخيرية المتنوعة والمتعددة تخليداً لذكرى زوجها. وقد تحدثت روزي، وهي جدة يبلغ عمرها 59 عاماً، عن زوجها قائلة: «كان كليف رجلاً محبوباً، وكنت وما زلت أحبه. ولذلك قررت تكريس وقتي وتسخير جهدي للقيام بما يعود بعموم النفع والفائدة. وقد فكرت في الطواف حول العالم إحياءً لذكراه ووفاءً له». وظلت روزي تجوب الفيافي والقفار وتقطع البراري ساحبة وراءها عربة أمتعتها ذات العجلات في الصقيع القارس والهجير القائظ وقاست الأمرين بعدما واجهت الوعثاء والأهوال في رحلتها التي امتدت لمسافة 25 ألف ميل. فقد رزئت بذات الرئة وواجهت مخاطر الدببة والذئاب. ووصفت روزي ما تعرضت له بقولها: «إن الدببة في روسيا وسيبيريا ظلت بعيدة عني». واستدركت تقول بعد فترة وجيزة من قدومها من سيبيريا إلى الولاياتالمتحدة: «بيد أن الدببة في ألسكا ضارية ومفترسة وقاتلة». وقد ظلت تقطع مسافة تتراوح من عشرة أميال وثلاثين ميلاً في اليوم سيراً على القدمين لمدة عامين وهي تسحب وراءها العربة المصممة بطريقة خاصة وبحمولة تصل إلى 250 رطلاً. فقد تمكنت من تجاوز الجزء العصيب من الرحلة والمتمثل في المشي عبر روسيا لمسافة سبعة آلاف من الأميال حيث كانت حرارة الطقس في بعض المناطق تصل إلى 104 درجات مئوية بينما تدنت في مناطق أخرى إلى 76 درجة تحت الصفر. وفوق هذا وذاك فإن سفرها بمفردها وبدون فريق دعم ومساندة قد فاقم من حجم معاناتها. فقد كانت تنام داخل خيمة كما ظلت على اتصال مع ولدها جيمس وبنتها إيف وحفيدها مايكل الذي يبلغ عمره ثلاث سنوات، وذلك بواسطة جهاز اتصال لاسلكي يعمل بالأقمار الصناعية. أما حجم المعاناة، فقد وصفته حيث قالت: «إن الإرهاق يصيبك والوهن يعتريك في نهاية كل يوم فتكون هنالك آلام وأوجاع في الجسد. كما أن من العسير جداً الحفاظ على الحالة الذهنية بحيث يظل الشخص محتفظاً بالحماس والنشاط والحافزية ويكون وحيداً. وأنا لست ممن يحبون الابتعاد عن الأحباب إذ انني أحب عائلتي ومعارفي وقد اشتقت إليهم كثيراً عندما كنت بعيدة عنهم». بيد أن هذا لا يعني أنها كانت وحيدة تماماً. فقد أكدت أنها طالما التقت بأُناس ليس لديهم الكثير ولكنهم على استعداد لاقتسام اللقمة وقطعة الخبز معها. وأوردت أمثلة لما حظيت به من تعاطف حيث قالت: «ضاعت مني نظارتي فأعطاني أحدهم نظارته وأصر على أن استخدمها. وعندما أوشك زادي من الطعام على أن ينفد، طفقت أبحث في الغابة وأتناول كل ما يقع في يدي حتى أنني كنت أغلي ثمار الورد البري للحصول على فيتامين ج». وقطعت ذات مرة مسافة 38 ميلاً بحذاء أهدته لها امرأة عجوز رأتها شبه حافية، خلال رحلتها عبر ألسكا وكندا والجزء العلوي من الولاياتالمتحدة وغرينلاند وآيسلاند وايرلندا واستكتلندا وصولاً إلى مسقط رأسها في تنباي بانجلترا. وفي تعليقها على ذلك تتحدث قائلة: «لست أدري كم من الوقت سأمضيه ولكنني بكل تأكيد آمل في أن أصل إلى منزلي خلال عام واحد».