المشهد: حافلة في صحنها رجال يرتدون ملابس واقية من البلاستيك الواقي، وعلى رؤوسهم أقنعة مطاطية لا ينفذ الهواء إليها. أياديهم محصنة بقفازات طبية سميكة، يحملون أكياساً معقمة بمواد كيميائية استثنائية. داخل هذه الأكياس، دجاج يخربش السجن الذي هو فيه، محاولاً الخروج من المصيدة التي لا يفهم لماذا هو فيها. صرخات تعلو، وخربشاته تعلو، لكن الصرخات والخربشات، لم تمنعا مصيره المحتوم. أكياس بالعشرات تتساقط من الحافلة المعقّمة إلى قبور جماعية. وبمجرد أن تصل الأكياس إلى قاع القبر، تبدأ مجموعة أخرى من الرجال الغارقين في الملابس الواقية، بإهالة التراب على الأكياس الحية بالخربشات وصراخ الاستغاثة الدجاجية التي لا يفهمها أحد. كنت وحدي أراقب هذا المشهد. أراقب كيف تحاول تلك الدجاجة أن تقول بأنها لم تكن مصابة بأي نزلة برد من قبل، فكيف بالانفلونزا، وكيف أنه لو حدث ذلك لها، فما ذنبها؟! ولماذا ندفع ثمن أخطاء الذين أهملوا أداء واجباتهم، وجعلوا الفساد ينهش خلايا أعمالهم اليومية، إلى أن عمَّ الوباء بهم، وفي النهاية: يدفع الدجاج الثمن، يتم جمعه في أكياس، ويُقبر حيّاً أمام الملأ!!