هل تعلم ماهو أول شيء يشتريه الأثرياء حين يصلون لأول بليون ؟ .. يختاً أو طائرة خاصة ... وأول شيءيفكرون بشرائه حين يصلون للبليون الثاني (؟) .. يختاً أو طائرة خاصة .. أكبر حجماً .. أما حين يصلون لمرحلة البليون الثالث ؛ فيشعرون أنهم من القلة التي (تملك العالم) ويفكرون بشراء جزيرة يفعلون بها ما يريدون .. ورغم أن هذا الترتيب ليس ضروريا أو دقيقا إلا أنه يعتمد على ملاحظات «دقيقة جدا» لما يفعله معظم الأثرياء في عصرنا الحاضر !! وقبل التوسع أكثر أشير بداية الى حقيقة جغرافية محزنة وهي أنه لم يبق على هذا الكوكب «شبر أرض» لم يطالب به أحد أو لم يدخل ضمن سيادة أي دولة . ومع هذا يمكن لرقم من ستة أو سبعة أصفار إقناع حكومات كثيرة ببيع جزيرة مهجورة في منطقة بعيدة .. وحتى في هذه الحالة تظل هذه الجزيرة تحت سيادة الدولة وسلطتها القانونية - وتعمل كمزود لاحتياجاتها الأساسية - .. هذه الحقيقة يجب أن يعرفها كل رجل يعجز عن عد أمواله كي لايتعرض لنفس «المقلب» الذي تعرض له مايكل أوليفر .. فهذا البليونير الأمريكي قرر في منتصف السبعينيات شراء جزيرة خاصة به في جنوب المحيط الأطلسي . ولأنه لم يجد الجزيرة التي يحلم بها قرر بناءها بنفسه في منطقة بحرية ضحلة شمال نيوزلندا . وبعد صرف ملايين الدولارات على ردم البحر وتثبيت الشواطئ استلم وثيقة من مملكة تونجا تفيد بأن الجزيرة الجديدة تقع ضمن حدودها البحرية وطالبته بتسليمها. وحين رفض أوليفر طلب التسليم بعث إليه ملك تونجا بأربعة قوارب مسلحة واستولى عليها بالقوة (رغم أن تونجا Tonga تعد حاليا من أكبر الدول «البياعة» في العالم ) !!! .. على أي حال كانت هذه «غلطة جغرافية» لم أسمع بمثلها مع بقية البليونيرات . فباستثناء الشح المزمن في المياه العذبة ؛ توجد حول العالم أكثر من 300 جزيرة خاصة ينعم أصحابها بالطمأنينة ورغد العيش . وتقع معظم هذه الجزر في البحر الكاريبي -حيث أثرياء أمريكا الشمالية - أو في أرخبيل الجزر المتناثرة حول أندونيسيا والفيليبين وغينيا الجديدة - حيث الدفء والشواطئ الساحرة - .. أما في المحيط الهادي فتسمح كينيا والهند وجزر سيشل - شرق مدغشقر - ببيع بعض الجزرالصغيرة بشرط استمرار سيادتها البحرية .. ( وحتى موعد كتابة هذا المقال باعت جزر سيشل 17 جزيرة من مجموع 86 جزيرة تتكون منها الدولة) !! أيضا توجد جزر كثيرة معروضة للبيع في أرخبيل مارينا (شرق الفيليبين) وجزر مارشال (شرق استراليا) وضمن جمهورية ميكرونيزا الاتحادية (شرق اندونيسيا).. ورغم أن اندونيسيا وتايلند والفيليبين تمنع بيع الجزر بشكل نهائي إلا أنها تسمح بعقود استئجارطويلة الأمد تصل الى 99 عاماً !! ويمكن القول إن ظهور شبكة الانترنت ساهم في رواج هذه التجارة وتوفير أسعار تناسب كافة الأثرياء .. فقبل فترة بسيطة مثلا عرض موقع المزادات الشهير E-bay جزيرة صغيرة للبيع تدعى «تاتشي كاي» في جزر العذراء الكاريبية (طلب مالكها مابين 25 الى 35 مليون دولار) . وكان مجرد الإعلان عن بيع الجزيرة (بهذه الطريقة) بمثابة انقلاب في تاريخ هذه التجارة - كون موقع E-bay يشتهر بتنظيم المزادات على أشياء رخيصة وتافهة مثل الأباجورات واللوحات والاسطوانات القديمة - !! على أي حال مايهمنا ( كموظفين بسطاء متمسكين بجذورنا الوطنية ) هو إعلان مجلة فوربس بأن شراء «جزيرة خاصة» يعد أغبى قرار يمكن أن يتخذه أي بليونير .. فشراء جزيرة معزولة لايستقطع فقط جزءاً كبيراً من ثروة صاحبها بل يعطله عن تحصيل المزيد . وفي حين لا يزورها مالكها إلا في إجازته السنوية يمكن قضاء نفس الفترة في منتجعات عالمية مختلفة وبسعر أقل بكثير ! ( أنا شخصيا لا أمانع في أن أكون غبياً ..... وبليونيراً) !!