مع الاشادة بما يحظى به التعليم ومؤسساته من دعم سخي غير محدود من الدولة للعمل على نشر التعليم وتعميمه واستيعاب افواج الطلاب المتزايدة نتيجة ارتفاع معدلات النمو السكاني في المملكة ومع التوجه المحمود ببناء علاقة تشاركية مع القطاع الخاص وتشجيعه على الاستثمار في مجال التعليم بكافة مراحله وليتواءم هذا التوسع الكمي بما تقتضيه ادارة الجودة الشاملة في التعليم ولمواجهة الشكوى من ضعف مخرجات المؤسسات التعليمية، بسبب ضعف ارتباطها بسوق العمل وحاجات المجتمع، وتنامي معدلات البطالة وضعف برامج التوطين في ظل وجود عمالة غير سعودية تتجاوز (6) ملايين مقيم في المملكة، ولمواكبة التحديث المستثمرة في الكفايات والمهارات والقدرات للخريجين وبما يتناغم مع تطور الوظيفة في عصرنا الحاضر الناجم عن العولمة والسوق الحر والانفتاح الاقتصادي والتنافس الكبير فإن الحاجة تبدو اكثر الحاحاً من أي وقت مضى لاقرار هيئة سعودية للاعتماد الاكاديمي حكومية واهلية ترفع معدلات الجودة في المخرجات وتحقق التنافس القوي والشريف بين مؤسسات التعليم الجامعي والفني والعام بالتأكد من توافر المعايير والمواصفات الدولية في الجامعات والكليات والاقسام والتخصصات المتنوعة واعضاء هيئة التدريس والبرامج وغيرها، ومثل هذه الهيئة قائمة في جميع الدول المتقدمة بأمريكا واوروبا واستراليا ونيوزيلندا وغيرها وتساعد على تحقيق التميز والابداع وتسهم في تنبيه مسؤولي مؤسسات التعليم والتدريب على كشف مكامن الخلل والقصور متى وجدت وتساعدهم في عملية الاصلاح والتطوير المنشود، وقد سعدنا بمناقشة الامر في اجتماع وزراء التعليم العالي الذي نظمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الاليسكو) بمدينة تعز اليمنية يوم الاربعاء 7/12/2005م والمطلوب الآن هو التسريع بانشاء هذه الهيئة واقرارها والافادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا الخصوص. كما سعدنا بمبادرة كليات البنات بوزارة التربية والتعليم باقرارها انشاء (3) وحدات للاعتماد الاكاديمي في كل من الرياضوجدة والدمام ترتبط ادارياً واكاديمياً بمركز القياس والتقويم ويكون لها مجلس للاعتماد الاكاديمي في مركز القياس والتقويم بالرياض وفق ما نشرته جريدة الشرق الاوسط بتاريخ 10/12/2005م. فشكراً لهذه المبادرة الجميلة التي من المتوقع لها ان تحدث نقلة نوعية في جودة المخرج التعليمي لهذه الكليات وترفع من معدل المنافسة بينها في المستقبل المنظور بمشيئة الله تعالى.